10 أبريل 2025

Textual description of firstImageUrl

الكيان الذي تسلّل مع صفير الظلام وغناء الحمام

إعداد : كمال غزال

وفقاً لإحدى الأساطير المتداولة على الإنترنت وفي الموروث الشعبي في بعض الدول، فإن الصفير ليلاً  - وخاصة في الظلام التام -  يجذب الكيانات الماورائية ويُقال إن هذه الكيانات تسمع الصفارات كذبذبات روحية أو إشارات استدعاء، فتقترب من مصدر الصوت، وقد تراقب بصمت أو تُحدث تأثيرات محسوسة مثل:

- ظهور ظلال سوداء تتحرك في زوايا الغرفة.
-  همسات غريبة تملأ الأذن دون مصدر واضح.
- شعور مفاجئ بالبرودة رغم حرارة الجو.
-إحساس بأنك مراقب أو أن شيئاً ما خلفك.

وتتضخم هذه التأثيرات في حال كان الشخص يصفّر وحده في مكان معتم، وغالباً ما يروي أشخاص اختبروا هذه الظواهر بعد تنفيذ " تحدي الثلاثين ثانية " :

أطفئ الأنوار، اجلس في الصمت، وابدأ بالصفير... ثم انتظر.

الغناء في الحمام: طقس غير مقصود قد يستحضر كيانات
الحمام أو المرحاض، من وجهة نظر نفسية وثقافية، يُعد من أكثر الأماكن المرتبطة بالمجهول. في التراث العربي، غالباً ما يُنصح بعدم الحديث كثيراً أو الغناء في الحمام لأنه " مكان تسكنه الجنّ ".

تقول الروايات :

- الغناء بصوت صافٍ في الحمام يجذب كياناً يحب الموسيقى... لكنه لا يأتي ليسمع فقط، بل ليبقى ! 
- من يغني في الحمام ليلاً، قد يسمع صوتاً يغني معه من خلف ستارة الدوش.
- يزعم البعض أنهم يشعرون بيدٍ باردة تلمس ظهورهم أثناء الاستحمام.
- وهناك من يحلف بأنه سمع طبقات صوتية لا تشبه صوته على الإطلاق.

بين الأسطورة وعلم النفس
رغم ما تحمله هذه القصص من رهبة، يمكن تحليلها أيضاً من منظور علمي ونفسي:

1- العزلة والصمت
الحمام مكان مغلق ومعزول، وغالباً ما يكون هادئاً جداً. في هذا الهدوء، يُضخم الدماغ أي صوت أو إحساس، ما قد يؤدي إلى الشعور بأن هناك "شيئًا آخر" في المكان. وهنا يبدأ الوهم، ويصبح للخيال اليد العليا.

2- تضخيم الصوت (الصدى)
الحمامات غالباً ما تكون مبطنة بالسيراميك أو البلاط، مما يجعل الصوت يرتد ويرن بطرق غير مألوفة. هذا قد يخلق وهماً بأن هناك "أصواتاً أخرى" تشارك الصوت أو تردده بطريقة مخيفة.

3- تغيّر الإدراك الحسي تحت الماء أو البخار
عندما تستحم بماء ساخن، يبدأ البخار في التراكم، ما يؤثر على الرؤية والتنفس، ويزيد من فرص الهلوسة البصرية أو السمعية الطفيفة، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد نفسي للقلق أو التوتر.

4-  الموروث الثقافي
في ثقافاتنا العربية، المرحاض أو الحمام كثيراً ما يُرتبط بمكان وجود "الجنّ"، خاصة في الطفولة. هذا يغرس في العقل الباطن شعوراً بأن "هناك شيئاً شريراً في المكان"، ما يجعلنا أكثر حساسية لأي صوت أو ظل.

لماذا نخاف من هذه الأشياء البسيطة ؟
لأنها قريبة جداً من واقعنا اليومي،  لا أحد يُجبرك على قراءة تعاويذ، لكنك قد تصفر بلا وعي وأنت تمشي في غرفة مظلمة، أو تغني في الحمام لأنك تشعر بالارتياح ، الأسطورة تُهاجمنا من مكانٍ مألوف، وتخبرنا أن " المألوف ليس آمناً دائماً ".

حين يصبح الصوت بوابة
سواء آمنت بعالم الماورائيات أم لا، فإن هذه الأساطير تفتح لنا باباً لفهم أعمق للإنسان نفسه: كيف يفسر عقله الأصوات ؟  وكيف يمكن للهدوء أن يصبح صاخباً جداً داخل النفس ؟

فالمخيف ليس أن تصفر أو تغني…
بل أن يجيبك أحدهم من حيث لا تدري.


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ