26 أبريل 2025

Textual description of firstImageUrl

الطاوية الحمراء : كيان الأنوثة المقدسة في دهاليز الطاقة الخفية

إعداد :  كمال غزال

في أروقة المدارس الطاوية السرّية، وبين تعاليم لا يُباح بها إلا للصفوة من الرهبان، تهمس النصوص القديمة عن كيان أنثوي فريد... لا يُرى بالعين، ولا يُلمس باليد، بل يظهر في لحظة توازنٍ نادرة بين الرغبة والعرفان، بين الجسد والروح.

يسمّونها المرأة الطاوية الحمراء.


تجلي لا يشبه النساء
ليست مخلوقًا من لحم ودم، وليست شيطانة من كتب الظلال، بل كيان طاقي نقيّ يُقال إنه يتجسد في رؤى وأحلام أولئك الذين وصلوا إلى مرتبة روحية عالية في السيطرة على طاقتهم الجنسية جينغ Jing.

تُوصف بأنها امرأة فائقة الجمال، ملامحها ضبابية تتغير برقة، ترتدي رداءً حريرياً بلون الدم القاني، وتحيط بها هالة من الدفء والرغبة والإلهام.

لكنها ليست للتسلية ولا للغواية…بل للعبور.

ظهورها ليس عشوائياً
بحسب ما جاء في بعض المخطوطات الطاوية القديمة، لا تظهر هذه المرأة إلا في ظروف محددة:

- عندما ينجح المريد في كبح الطاقة الجنسية دون كبتها.

- عندما يُعيد توجيه هذه الطاقة من الأعضاء التناسلية إلى القلب أو الدماغ عبر تمارين تشي غونغ Qigong وتأمل الـنايدان Nei Dan.

- حين يصل إلى مستوى "الاهتزاز الداخلي الصافي"، حيث لا يعود الجنس مجرد شهوة، بل طريق للاتحاد الكوني.

يقول الرهبان : "إذا ظهرت المرأة الحمراء، فاعلم أنك على عتبة بابٍ لا يفتح إلا مرة واحدة…"


وظيفتها الغامضة
البعض يعتقد أنها دليل روحاني يظهر ليرشد المريد إلى الارتقاء الأعلى ، أو انعكاس أنثوي لطاقة تشي Qi ذاتها، جسّدت نفسها بصورة بشرية ليسهل على العقل استيعابها.

أو هي كيان قديم من عوالم الروح يرتبط بفكرة "الأنوثة الكونية" كما في عقيدة  ين Yin، النصف القمري من كل شيء.

وقد رُويت عنها مشاهد مدهشة :

- تضع يدها على جبهة النائم، فيستيقظ محاطاً بدفءٍ غير مفسر، ويشعر بأن حياته تغيّرت إلى الأبد.

- تهمس بكلمات غير مفهومة، لكن صداها يوقظ طاقات غير معروفة في الجسد.

- تقوده إلى باب أحمر في الحلم، وحين يفتحه، يشعر بانفصال وعيه عن الجسد تماماً.

حقيقية ؟  أم رمز نفسي ؟
اختلف المفسرون في ذلك بحسب مدارسهم :

- المدرسة الرمزية: ترى أن المرأة الحمراء ليست إلا تجسيداً بصرياً للرغبة المنضبطة، أي أنها أداة العقل لتمثيل تحول داخلي في المريد.

- المدرسة الروحانية: تعتبرها كياناً قائماً بذاته، يشبه "الملاك الحارس" في العقائد الغربية، لكنها أنثوية، متصلة بالروح والطاقة الجنسية معاً.

- المدرسة النفسية الحديثة: تقارنها بأرشيـتا "الأنيمـا" Anima من نظريات كارل يونغ، حيث تُجسد المرأة في الرؤى الباطنية الجانب الأنثوي المقموع من شخصية الرجل.

لكن هناك من يقول: " ظهورها لا يُفسَّر… بل يُعاش. وإن سألته بعد رؤيتها: هل كنت تحلم؟ يجيب: لا، كنت أستيقظ على باب عالمٍ آخر."


كيانات مشابهة في ثقافات أخرى
- في الصوفية الإسلامية، هناك رؤى عن "امرأة من نور" تظهر في أحلام المجذوبين.
- في البوذية التبتية، تُعرف بعض الكيانات الأنثوية بـ "داكيني"، وهي أرواح عليا تظهر في التأملات العميقة.
- وفي الغرب، تقارنها بعض الرؤى بـ"الإلهة الحمراء" أو ليليث Lilith في الأساطير الغامضة، وإن كانت الأخيرة مرتبطة بالفتنة أكثر من النقاء.


 بين الحلم والحقيقة
المرأة الطاوية الحمراء ليست مجرد كيان، بل حدّ فاصل بين ما نعرفه عن أجسادنا… وما لا نعرفه عن أرواحنا ، إنها تجسيد لحقيقة شرقية قديمة تقول : "أن الرغبة لا تُلغى… بل تُحوّل. وأن الجسد ليس عائقاً للروح، بل بوابتها."

في زمنٍ فقدنا فيه التواصل مع الطاقة الخفية فينا، تهمس المرأة الحمراء من وراء الحجب:
"إن أردت الطريق… تَعلَّم أولاً أن لا تهرب من النار، بل أن تُضيء بها."


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ