4 أبريل 2025

Textual description of firstImageUrl

أرقام ملعونة من ثقافات العالم

إعداد : كمال غزال

منذ قرون، هناك أرقام تسكن الظلال حتى أن بعضها لا يُنطق إلا همساً، أما بعضها الآخر فيثير القشعريرة لمجرّد ظهوره ، في طيّات الثقافات والأساطير، ظهرت أرقام ارتبطت بالموت، بالخيانة، وبنذير الشؤم ، رقم يطرد البركة من البيوت، وآخر يُقال إنه يستحضر الأرواح من خلف الحجاب ، ما بين صلوات الكهنة ونصوص السحرة، وصرخات الخائفين نشأت لعنة الأرقام ، في هذا المنشور، سنأخذكم في جولة حول أشهر الأرقام الملعونة في الثقافات المختلفة، ونكشف قصصاً مخيفة وأساطير راسخة :


666 رقم الشيطان (الغرب / المسيحية)
ذُكر في سفر الرؤيا بالإنجيل على أنه "رقم الوحش"، وارتبط بالشيطان والمسيح الدجال ، ظهوره المتكرر يعتبر نذير شؤم، وتجنبه منتشر حتى في أرقام المنازل ولوحات السيارات!

رقم الموت (الصين، اليابان، كوريا)
نطقه يشبه كلمة "موت" (死) في الصينية، لذا يتم تفاديه في الطوابق، أرقام الغرف وحتى أرقام الهواتف وبعض المستشفيات لا تحتوي على الطابق الرابع إطلاقاً ! ، ويُعرف هذا الرهاب بـ تترافوبيا .

13 الرقم المنبوذ (الغرب)
ارتبط بالخيانة منذ العشاء الأخير، حيث كان "يهوذا" هو الضيف رقم 13 على مائدة المسيح، تسبّب هذا في رهاب حقيقي يُعرف بـ"تريسكايديكافوبيا"، ويخلو منه العديد من الفنادق والمباني !

39 رقم العار (أفغانستان)
يرتبط بالدعارة والعُهر، وتجنبه منتشر لدرجة أن امتلاك رقم سيارة أو شقة تنتهي بـ 39 يُعد فضيحة اجتماعية.

17 رقم الموت الغامض (إيطاليا )
الرقم XVII في الرومانية يُعاد ترتيبه ليصبح "VIXI" والتي تعني باللاتينية "لقد عشت" – في إشارة إلى الموت.
يُعتقد أن هذا الرقم يجلب الحزن والمآسي.

9 رقم الألم ( اليابان )
نطقه مشابه لكلمة "عذاب" أو "ألم" (苦)، ولهذا يُتجنّب في غرف المستشفيات والولادة ، يرتبط في الفولكلور الياباني بالجن والعوالم الخفية.

26 الرقم المشؤوم ( الهند )
سلسلة من الكوارث – زلازل، فيضانات، وهجمات إرهابية – حدثت في يوم 26 من أشهر مختلفة، ما جعل الهنود يربطونه بسوء الطالع والموت الجماعي.

191 رقم الجان ( الشرق الأوسط / الخليج )
في بعض المعتقدات الشعبية، يُقال إن هذا الرقم يُستخدم في طقوس استحضار الجان، وهو جزء من رموز سحرية متداولة بين من يمارسون "العمل الأسود".

23 رقم الفوضى الكونية ( الغرب / نظريات المؤامرة )
"متلازمة الرقم 23" روج لها كتّاب مثل روبرت أنطون ويلسون، حيث لاحظوا تكرار هذا الرقم في حوادث، موت مشاهير، وكوارث غامضة.

0888 888 888 الرقم القاتل ( بلغاريا )
كل من امتلك هذا الرقم لقي حتفه بطريقة غامضة: رجال أعمال، سياسيون، وحتى رجال مافيا ، الرقم أُوقف نهائيًا من الخدمة، ولم يُمنح لأحد مجددًا.

لكن، ماذا عن الأرقام التي تلاحقك ؟
هل تصادفك أرقام مثل 11:11 أو 3:33 مراراً في حياتك اليومية ؟ هل تشعر أن للكون رسائل خفية يوجهها إليك من خلال تكرار الأرقام ؟

هذا ما تناولناه سابقاً في مقال بعنوان " متلازمة الأرقام المتكررة " حيث ناقشنا كيف يمكن للأرقام أن تحمل معانٍ رمزية أو كونية، وقد تكون إشارات من عالم آخر.

فرضيات التفسير 
إليك فرضيات تفسير الخوف من أرقام معينة والتي تجمع بين التحليل النفسي، الديني، الثقافي، والأسطوري. يمكن استخدام هذه الفرضيات كخاتمة تحليلية تطرح تساؤلات مفتوحة وتثير التفكير.

1-  الفرضية الثقافية – تراكم الأساطير والعادات
المجتمعات تنقل عبر الأجيال خرافات وخبرات جماعية مرتبطة بأرقام معينة ، مثلًا: الرقم 4 في الصين يرمز للموت لأن نطقه يشبه كلمة "موت"، ما أدى إلى غرس الخوف منه ثقافياً.

2- الفرضية الدينية – رمزية الخير والشر
بعض الأرقام تم توثيقها في الكتب المقدسة كرموز شيطانية (مثال: 666 في الكتاب المقدس) ، تتعزز هذه الرمزية عبر القصص الدينية والطقوس، ما يجعل الأرقام ترتبط إما بالبركة أو اللعنة.

3- الفرضية النفسية – رهاب الأرقام ( Numerophobia )
الخوف من أرقام معينة قد يكون جزءًا من اضطراب نفسي مثل الوسواس القهري أو القلق المفرط ، العقول القلقة تبحث عن أنماط في الأحداث، وترى في تكرار رقم معيّن "نذير شؤم".

4 - الفرضية الفوضوية – الإيمان بالفوضى والصدفة
بعض المنظرين (مثل روبرت أنطون ويلسون) يعتقدون أن الإنسان يرى أنماطًا حتى في العشوائية ، الأرقام مثل 23 أو 17 تأخذ طابعًا غامضًا فقط بسبب ارتباطها العشوائي بأحداث مأساوية.

5- الفرضية السحرية – الرمزية الخفية
في بعض المدارس الباطنية (مثل الكابالا أو علوم الأرقام)، تُمنح الأرقام قوى رمزية ، هذه الأرقام يُعتقد أنها تحمل ترددات تؤثرعلى الواقع، وقد تُستخدم في طقوس لاستحضار الأرواح أو الجان.

6- الفرضية الإعلامية – التأثير التراكمي للأفلام والقصص
الأفلام، الألعاب، والمسلسلات الرعب رسخت بعض الأرقام كمصدر للرعب (مثال: "الجمعة 13") ، هذا أدى إلى تأصيل فكرة أن بعض الأرقام تجلب الشر، خصوصاً لدى من يستهلكون هذا النوع من المحتوى بكثرة.

موقف الإسلام من التشاؤم بالأرقام
في الشريعة الإسلامية، التطيّر – أي التشاؤم من رقم أو يوم أو طائر أو شخص منهيٌ عنه ومرفوض، لأنه من بقايا الجاهلية ويتعارض مع العقيدة التوحيدية التي تُرجِع الأمور كلّها إلى إرادة الله تعالى، لا إلى رموز أو أرقام.

وفي حديث عن النبي محمد قال: " لا عدوى، ولا طِيَرة، ولا هامة، ولا صفر " (رواه البخاري ومسلم)

حيث نفى رسول الله فكرة التشاؤم من بعض الأشياء، ومنها "صفر"، حيث كان العرب يتشاءمون من شهر صفر تحديداً، فبيّن  أن ذلك باطل ولا أساس له ، و"الطِّيَرة" هي  ما يُتشاءم به من طير أو رقم أو شيء يُرى أو يُسمع.

الإسلام يدعو الإنسان إلى التفاؤل والتوكل، وينهى عن الاعتقاد بأن الأرقام أو الأسماء تجلب الشؤم أو الحظ، مؤكداً أن ذلك من الظن الفاسد الذي لا يليق بالمؤمن.


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ