19 أبريل 2025

Textual description of firstImageUrl

جون راميريز: كاهن الشيطان الذي تاب

إعداد :  كمال غزال

بين أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي وفي قلب أحد أحياء نيويورك الصاخبة، وُلد جون راميريز ، رجلٌ لم تكن طفولته عادية، بل كانت مقدّمة لعلاقة عميقة ومخيفة مع عالم السحر الأسود والطقوس الشيطانية ، ترعرع في حي برونكس الشهير بنيويورك في عائلة مضطربة. 

والده كان غائباً عاطفياً، وأمه من أصول كوبية كانت تمارس سانتيريا، وهي طائفة تختلط فيها الطقوس الكاثوليكية مع المعتقدات الإفريقية الوثنية.

 منذ سنّ الثامنة، بدأ يرافق والدته إلى طقوس "السانتيريا" حيث تُستدعى الأرواح، وتُقدَّم القرابين الدموية، ويتعلم الأطفال كيف يكرّسون أنفسهم لـ"أوريشا"، الأرواح الحارسة في تلك الطائفة.

الارتقاء في عالم الارواح
في سنّ الثالثة عشرة تقريباً انضم راميريز إلى طائفة البالو مايومبي Palo Mayombe، التي تُعد واحدة من أكثر أشكال السحر الأسود تطرفاً في أمريكا اللاتينية. تعلّم كيفية التواصل مع الأرواح، كيفية رسم الدوائر، وكيفية تسخير الطاقات الروحية ، ليس للنفع، بل للسيطرة والتلاعب والضرر.

في العشرينات من عمره، أصبح " كاهناً رفيع المستوى " أو ما يُعرف بـ السانتيرو، مسؤول عن تقديم القرابين الدموية من حيوانات، واستخدام رموز ودماء في طقوس تُقام غالباً منتصف الليل، في أماكن نائية، حيث تُستحضر أرواح يُزعم أنها شيطانية أو "خدام الظلام".

طقوس وسيطرة شيطانية
كان يمارس الإسقاط النجمي بانتظام ، يقول إنه كان يخرج من جسده ويسافر إلى أماكن بعيدة، ويلقي بـ "لعنات" على أشخاص وكنائس معينة، ويرى النتائج تتحقق في غضون أيام، من مرض أو شلل أو حوادث.

وكان من طقوسه : التأمل في الظلام داخل دوائر بها طلاسم ، حرق البخور للتواصل مع الكيانات ، دفن طلاسم قرب منازل من يريد إيذاءهم ، وعقد اتفاقات رمزية بدمه مع "الشيطان" ، إقرأ عن وهب النفس للشيطان .

يقول جون في مذكراته : " كنت أعد نفسي جنرالًا في جيش الظلام. لم أكن أتخيل أني يوماً سأهرب من عالم كنت أظنه يمنحني القوة، لكنه في الحقيقة كان يسلبني إنسانيتي. "

التحوّل المفاجئ
حدثت نقطة التحول في إحدى الليالي من عام 1995 عندما شعر لأول مرة أنه لم يعد هو المتحكم. كان نائماً حين شعر بقوة خارقة تسحب روحه إلى ما وصفه بـ"جهنم رمزية"، مليئة بالصراخ والعذاب والظلال المشتعلة. هناك، رأى شخصاً يضيء من بعيد، قال له:

"ما دمت على قيد الحياة، لا تزال لديك فرصة للنجاة."

استيقظ جون وهو يصرخ، وأحرق في صباح اليوم التالي كل أدوات السحر، الطلاسم، الدماء المجففة، جماجم الحيوانات، وأعلن توبته.

من ظلال الطقوس إلى نور الإيمان

بعد خروجه من تلك الطائفة، واجه مضايقات نفسية وأحلام مرعبة استمرت شهوراً. لكنه بدأ رحلة التعافي الروحي في عام 1999 بعد أن التحق بإحدى الكنائس الإنجيلية المسيحية في نيويورك، ثم أصبح واعظاً، يحذر من خطر "الشيطانية"، ويشارك شهادته في الجامعات، الكنائس، وبرامج تلفزيونية.

وفي عام 2012 كتب كتاباً بعنوان "الخروج من مرجل الشيطان"  Out of the Devil’s Cauldron ، يسرد فيه تفاصيل رحلته، ويصف الطرق التي كان يستخدمها للتلاعب بالناس.

تحذيراته اليوم
يحذّر جون راميريز من بعض الطقوس التي تبدو "غير مؤذية" في نظر العامة، مثل: ألعاب ويجا ، فتح أبواب الهالوين للطاقة السلبية ، قراءة الطالع ، حرق البخور أو استخدام الأحجار الروحية دون وعي.

قصة جون راميريز ليست مجرّد رواية عن التوبة، بل هي شهادة مثيرة للجدل، تعكس جانباً مظلماً من الممارسات الروحية الخفية، وتثير أسئلة كبرى بين التحرّر والسيطرة.


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ