10 أبريل 2025

Textual description of firstImageUrl

من ملفات اليوفو : حادثة بتروزافودسك الروسية - 1977

إعداد : كمال غزال

في فجر يوم 20 سبتمبر 1977، استيقظ سكان مدينة بتروزافودسك شمالي الاتحاد السوفييتي على مشهد غير عادي: جسم مضيء ضخم في السماء، بدا أولاً كنجم لامع، ثم انتشر على شكل قنديل بحر يطلق عشرات الأشعة الضوئية نحو الأرض. لم تكن هذه الظاهرة محصورة في المدينة فقط، بل رُصدت أيضًا من مدن روسية أخرى ومن دول مثل فنلندا والدنمارك.

شهادات شهود العيان، من مدنيين وعسكريين ومراقبي مطارات، وصفت الجسم بأنه كان صامتًا، متوهجًا، وأحيانًا بدا وكأنه يرسل “أمطارًا ضوئية” على المدينة. بعض الشهادات جاءت من طواقم سفن ومراقبين جويين أشاروا إلى أن الجسم كان يتحرك بتأنٍ ويغير اتجاهه، في مشهد أثار الذعر والتكهنات.

ما زاد من غموض الحادثة هو صدور استفسارات دبلوماسية رسمية من فنلندا ودول إسكندنافية أخرى إلى موسكو، تسأل عما إذا كانت الظاهرة مرتبطة باختبار صاروخي قد يؤثر بيئيًا على المنطقة.

ردّ الاتحاد السوفييتي كان حذرًا، لكنه سمح لأكاديمية العلوم بتشكيل لجنة علمية للتحقيق. تم تجميع الشهادات والبيانات، بما في ذلك مشاهدات الرادار، لكن التقرير النهائي للجنة جاء مبهمًا: “لا يمكن تفسير الظاهرة بشكل نهائي استنادًا إلى المعطيات المتاحة.”

رغم هذا، ظهرت فرضية تُعد اليوم الأوسع قبولًا، وهي أن ما شوهد كان نتيجة إطلاق القمر الصناعي السوفييتي كوسموس-955 من قاعدة بليسيتسك في نفس توقيت الحادثة. يرى بعض العلماء أن السحابة الغازية الناتجة عن إطلاق الصاروخ في الطبقات العليا من الغلاف الجوي عند شروق الشمس قد تسببت في الأشكال الغريبة المرصودة، خاصة ظاهرة “قنديل البحر المضيء”.

لكن هذه الفرضية لم تُقنع الجميع. علماء مثل فيليكس زيغل اعتبروا أن هناك تناقضات في زمن المشاهدة ومسار الجسم لا تتطابق تمامًا مع إطلاق الصاروخ. كما أشاروا إلى وجود عناصر غريبة لم يتم تفسيرها علميًا، مثل طبيعة الأشعة العمودية وأشكال الضوء المتغيرة.

لاحقًا، تبيّن أن الحادثة كانت بداية لتحول كبير في السياسات العلمية السوفييتية تجاه الظواهر الجوية غير المألوفة. فبسببها، أطلقت الحكومة مشروعين سريين: “سيتكا أن” لأكاديمية العلوم و”سيتكا إم أو” لوزارة الدفاع، لتوثيق وتحليل ظواهر مشابهة بشكل منهجي على مستوى البلاد.

ومع سياسة الانفتاح في أواخر الثمانينات، بدأت بعض الوثائق المرتبطة بالحادثة تظهر، وتأكد أن السلطات كانت تتابع الظاهرة بجدية، حتى وإن لم تُعلن ذلك للعامة.

حتى اليوم، تبقى حادثة بتروزافودسك واحدة من أبرز القضايا التي جمعت بين الغموض، الشهادات العينية الموثوقة، والتكتم الرسمي في عصر كانت فيه الأسرار العلمية والعسكرية تُحاط بجدران من الصمت. سواء كانت نتيجة تجربة صاروخية أو ظاهرة جوية نادرة، فإن ما رُصد في تلك الليلة لا يزال يحتل مكانة بارزة في أرشيف الظواهر غير المفسرة.


إقرأ أيضاً ...

حقيقة الضوء الحلزوني الغامض في سماء النرويج

حادثة تشيلي - 2014

حادثة فارجينيا أو “روزويل البرازيلية” - 1996

- موجة بلجيكا (1989–1990)

حادثة ألاسكا مع رحلة اليابان - 1986

- حادثة هيوستن - 1980

حادثة ريندلشام - بريطانيا - 1980 

المواجهة الجوية في سماء طهران - 1976

حادثة إختطاف ترافيس والتون - 1975 

 حادثة روزويل المكسيكية - 1974

دائرة ديلفوس المتوهجة – 1971

حادثة بحيرة فالكون – 1967

مواجهة إكزيتير – 1965 

حادثة فالنسول - فرنسا - 1965

هبوط في سوكورو - 1964

حادثة روزويل - 1947

حادثة ماجنتا إيطاليا - 1933 

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ