11 أبريل 2025

Textual description of firstImageUrl

من ملفات اليوفو : حادثة فالنسول - فرنسا - 1965

إعداد : كمال غزال

في صباح صيفي هادئ من يوليو عام 1965، وبينما كانت الشمس تتسلل فوق حقول اللافندر البنفسجية في بلدة فالنسول الريفية جنوب فرنسا، عاش المزارع موريس ماس تجربة لا تزال تُعد من أكثر الحوادث توثيقاً وإثارة في تاريخ ظواهر الأجسام الطائرة المجهولة (UFOs) في أوروبا.

البداية: صباح غير عادي
في الساعة الخامسة والنصف صباحاً، خرج ماس، الرجل المعروف بصدقه وانضباطه، كعادته ليتفقد مزرعته. لكنه لاحظ شيئاً غير معتاد ، صوت صفير منخفض آتٍ من خلف تلة صغيرة في الحقل. عندما اقترب ليتحقق من الأمر، فوجئ بجسم بيضاوي الشكل بحجم سيارة صغيرة، يرتكز على أربعة قوائم معدنية، وحوله كائنان صغيرا الحجم، لا يزيد طولهما عن 120 سم، ذوا رؤوس كبيرة بلا شعر، وأعين سوداء كبيرة مائلة، وملابس ضيقة.

اللقاء القريب: شلل وغموض
ظنّ في البداية أنهما طفلان أو متسللان، فاقترب بهدوء، لكنه حين اقترب أكثر، رفع أحد الكائنين يده وفيها جهاز صغير يشبه قلمًا، وأطلق شعاعًا باتجاهه. في لحظة، شُلّ ماس بالكامل في مكانه. لم يستطع التحرك أو الصراخ، لكنه كان واعياً لما يحدث، يسمع ويرى.

بعد لحظات من التمتمة بين الكائنين بلغة غير مفهومة، دخلا المركبة، التي أغلقت بابها بشكل يشبه انزلاق درج، ثم أقلعت المركبة بشكل رأسي في صمت تام، واختفت بسرعة مذهلة.

استغرق ماس نحو 20 دقيقة ليستعيد القدرة على الحركة. كان في حالة ذهول، فركض عائداً إلى البلدة، وأخبر صاحب مقهى القرية بما رآه، وسرعان ما عمّت القصة أرجاء فالنسول.

الآثار في الحقل: دليل على الهبوط
عندما عاد ماس لاحقاً مع قوات الدرك (الشرطة الفرنسية)، وُجد في موقع الحادث:

حفرة مركزية بعمق 30 سم تقريبًا، قطرها 15 سم ، أربعة أخاديد متعامدة، على شكل صليب، بطول مترين تقريباً، تتطابق تماماً مع أوصاف القوائم التي رأى المركبة تقف عليها ، التربة في البقعة كانت رطبة وطرية على غير العادة، ثم تحجرت تماماً خلال يوم واحد، وأصبحت أقسى من الأسمنت ، بدأت نباتات اللافندر داخل دائرة قطرها نحو 3 أمتار تذبل وتموت، وبقيت هذه البقعة غير قابلة للزراعة لسنوات، رغم محاولات ماس إعادة زراعتها.

التحقيق الرسمي: تقارير موثقة ومحاضر شرطة
فور انتشار الخبر، باشرت قوات الدرك الوطني الفرنسي تحقيقاً رسمياً، وسجّلت إفادات ماس في ثلاث محاضر رسمية لا تزال محفوظة حتى اليوم، وتم توثيق الآثار ميدانيًا بالقياسات والصور.

في عام 2015، نشر مركز GEIPAN (الهيئة الرسمية الفرنسية لدراسة الظواهر الجوية غير المفسرة) هذه المحاضر، وأكّد أن الحادثة لا تزال "غير مفسّرة علمياً"، وصُنّفت ضمن الفئة D (أي مشاهدات موثوقة بلا تفسير نهائي).

المحققون لم يجدوا أي مؤشر على كذب الشاهد، بل أكدوا أنه كان صادقاً ومتماسكاً، ولم يغيّر روايته رغم مرور السنين.

نوع المواجهة: الثالثة أم الرابعة ؟
يصنّف المختصون ما حدث لموريس ماس على أنه مواجهة قريبة من النوع الثالث Close Encounter of the Third Kind لأنه تضمن رؤية كائنات غير بشرية مباشرة ، لكن نظراً لتعرضه لشلل جسدي وربما تواصل غير لفظي أو تخاطري أثناء الحادث، يرى بعض الباحثين أن ما حدث يقترب من تصنيف النوع الرابع، الذي يتضمن آثاراً جسدية أو نفسية مستمرة بعد اللقاء.

فرضيات التفسير

1- زيارة من خارج الأرض
يرى معظم الباحثين في هذا المجال أن ما حدث مع ماس كان مواجهة مع كائنات غير أرضية تقوم بجمع عينات نباتية. أوصاف الكائنات، المركبة، والتأثير على التربة، كلها تُشير إلى وجود تكنولوجيا متقدمة وغير معروفة.

2- تجربة سرية أو مركبة تجريبية
اقترح البعض أن الجسم ربما كان مركبة سرية أو اختباراً عسكرياً فرنسياً، لكن :

- لم تُسجل أي تجارب في المنطقة.
- المركبة كانت صامتة وسريعة جداً بطريقة لا تتماشى مع تقنيات ذلك العصر.
- الكائنات لم تكن بشراً يرتدون بدلات طيران.

3- ظاهرة طبيعية (مثل البرق أو الكرة النارية)
في البداية، طُرحت فرضية أن تكون الآثار نتيجة ضربة برق أو كرة برقية نادرة، لكن:

- لم تسجل أي عواصف أو برق في المنطقة يوم الحادث.
- الأثر لا يشبه أي أثر معروف للبرق، بل كان ميكانيكيًا ومتماثلاً بدقة.
- لا يمكن للبرق أن يتسبب بموت النباتات تدريجياً، أو بإحداث شلل مؤقت في إنسان.

4- هلوسة أو وهم نفسي
اقترح مشككون أن ماس ربما عانى من هلوسة بسبب الإرهاق أو حالة عقلية ما، لكن هذا الرأي اصطدم بـ:

- وجود آثار مادية واضحة في التربة والنباتات.
- ثبات ماس على شهادته مدى الحياة.
- عدم وجود أي سجل لاضطراب نفسي لديه.

أثر الحادثة
بقي موريس ماس يعاني من نعاس مفرط وصداع وإرهاق لأيام بعد الحادث ورفض طوال حياته الحديث علناً عن ما جرى، ورفض عروضاً مالية للإدلاء بتفاصيل إضافية، ما عزز مصداقيته>

​حتى الآن، لا تتوفر معلومات موثقة وموثوقة فيما إذا كان موريس ماس ما زال حياً ،  يبدو أنه اختار الابتعاد عن الأضواء بعد الحادثة، ورفض استغلالها إعلامياً، مما ساهم في غياب التفاصيل عن حياته اللاحقة،  رغم ذلك، فإن شهادته الموثقة والآثار المادية التي تم تسجيلها في موقع الحادثة تظل من أبرز الأدلة في دراسة ظواهر الأجسام الطائرة المجهولة، كما اعتبرها كبار الباحثين، مثل جاك فاليه، من أقوى الحوادث الموثقة في أوروبا.

ما جرى في صباح هادئ من صيف 1965 لم يكن خدعة ولا مجرد أوهام. بل حادثة موثقة رسمياً، تحمل شهادات، وأدلة ميدانية، وتأثيرات فيزيائية يصعب إنكارها.

حادثة فالنسول ما زالت -  بعد أكثر من نصف قرن -  لغزاً مفتوحاً، ونقطة مرجعية في دراسة الظواهر الجوية غير المفسرة.

فهل كانت زيارة من حضارة أخرى ؟  أم تجربة طارئة لطرف لا نعرفه بعد ؟

الجواب... ما زال في السماء.


إقرأ أيضاً ...

من ملفات اليوفو : حادثة فارجينيا أو “روزويل البرازيلية” - 1996

- من ملفات اليوفو: هيوستن - 1980

من ملفات اليوفو: حادثة ريندلشام - 1980 

- من ملفات اليوفو : حادثة بتروزافودسك الروسية - 1977

من ملفات اليوفو : المواجهة الجوية في سماء طهران - 1976

من ملفات اليوفو : حادثة إختطاف ترافيس والتون - 1975 

من ملفات اليوفو : حادثة روزويل المكسيكية - 1974

من ملفات اليوفو : دائرة ديلفوس المتوهجة – 1971

من ملفات اليوفو : حادثة بحيرة فالكون – 1967

من ملفات اليوفو : مواجهة إكزيتير – 1965 

من ملفات اليوفو : هبوط في سوكورو - 1964

من ملفات اليوفو: حادثة روزويل - 1947

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ