![]() |
إعداد : كمال غزال |
رغم تحفظها الشديد على تداول المعلومات المتعلقة بالأمن الوطني، شهدت الصين عبر تاريخها الحديث والقديم سلسلة من الأحداث الغريبة التي يُعتقد أنها ترتبط بما يُعرف بـ" الأجسام الطائرة المجهولة " أو الـ UFOs.
ما يميز هذه الحوادث أنها غالباً ما تكون موثقة بشكل رسمي أو شبه رسمي، ولكنها لا تحظى بالانتشار الإعلامي أو العلمي الذي نراه في الغرب.
فهل تسعى الصين لإخفاء أدلة على وجود زوار من خارج الأرض ؟ أم أن التفسيرات الأرضية لتلك الظواهر كافية ؟ وما الذي يمنع توثيق تلك الحوادث بشكل علني ؟
فهل تسعى الصين لإخفاء أدلة على وجود زوار من خارج الأرض ؟ أم أن التفسيرات الأرضية لتلك الظواهر كافية ؟ وما الذي يمنع توثيق تلك الحوادث بشكل علني ؟
في هذا المقال نستعرض أهم الحوادث الموثقة في الصين، التفسيرات المرجحة، ونُناقش أسباب غياب الأدلة البصرية والمادية حتى اليوم.
1- حادثة نانجينغ 1892
رسم الفنان الصيني "وو يورو" لوحة بعنوان "الشعلة القرمزية تحلق في السماء" (赤焰騰空)، تُظهر حشداً من الناس ينظرون إلى كرة نارية تحلق في السماء فوق معبد كونفوشيوس.
قد تكون الظاهرة ناتجة عن شهاب أو كرة البرق Ball Lightning، لكن الوصف الدقيق والتحليق البطيء للجسم يجعل هذا التفسير غير مؤكد.
2- حادثة غوييانغ 1994
شهدت المنطقة مرور جسم طائر مجهول تسبب في تدمير حوالي 400 فدان من غابات الصنوبر، حيث تم اقتلاع الأشجار أو كسرها بشكل غريب.
رغم وجود صور للأشجار المتأثرة، إلا أن غياب تحليل علمي مستقل بسبب السيطرة الحكومية جعل التوثيق محدوداً.
قد تكون الظاهرة ناتجة عن نيزك أو جسم جوي طائر تسبب بعاصفة هوائية أو ضغط غير طبيعي، لكن غياب أي فوهة أو حرارة يجعل التفسير التقليدي غير مقنع تماماً.
3- حادثة تشانغتشو 1998
في 19 أكتوبر 1998، فوق أكاديمية تدريب الطيران العسكرية في تشانغتشو رصدت أربع محطات رادار جسمًا طائراً مجهولاً، وتم إرسال طائرة مقاتلة لاعتراضه، لكن الطيار أفاد بأن الجسم تحرك بسرعة غير معتادة.
نظراً للطبيعة العسكرية للحادثة، قد تكون التفاصيل محفوظة ضمن تقارير سرية ولم تُنشر للعلن.
قد يكون الجسم طائرة تجريبية أو تقنية عسكرية سرية، لكن سلوك الجسم يجعل البعض يرجح احتمال كونه ظاهرة جوية غير معروفة.
4- حادثة مطار هانغتشو 2010
رصد طاقم طائرة جسماً غريباً في السماء، مما أدى إلى إغلاق المطار لمدة ساعة وتحويل الرحلات إلى مطارات أخرى.
لم تُصدر السلطات تفسيراً رسمياً، لكن بعض التقارير أشارت إلى احتمال أن يكون الجسم طائرة خاصة أو تجريبية غير مرخصة.
لم تُنشر صور أو مقاطع فيديو رسمية، وربما يعود ذلك إلى الرقابة الحكومية أو عدم توفر تسجيلات واضحة.
5- حادثة شاندونغ 2023
فوق البحر الأصفر بالقرب من مدينة ريتشاو، مقاطعة شاندونغ ، أعلنت السلطات الصينية عن رصد جسم طائر مجهول وأعربت عن نيتها إسقاطه، لكن لم تُعلن نتائج العملية.
لم تُنشر تفاصيل إضافية أو صور، وربما يعود ذلك إلى اعتبارات أمنية أو عسكرية.
قد يكون الجسم منطاد تجسس أو جهاز استطلاع، خاصة في ظل التوترات الدولية المتعلقة بمثل هذه الحوادث.
لماذا تغيب الصور والأدلة المادية في الصين ؟
1- الرقابة الصارمة على الإعلام
تُصنَّف الصين ضمن الدول التي تمارس رقابة عالية على وسائل الإعلام، خاصة فيما يتعلق بمواضيع تعتبرها "مرتبطة بالأمن القومي"، ومن ضمنها الظواهر الجوية غير المحددة. الصور أو المقاطع التي يتم التقاطها سرعان ما تُحذف أو لا تنتشر.
2- غياب الهيئات المستقلة للتحقيق
بخلاف دول مثل الولايات المتحدة التي توجد فيها منظمات أهلية مثل MUFON، لا يوجد في الصين هيئات غير حكومية يمكنها التحقيق أو التوثيق المستقل في حوادث UFO. كل شيء يخضع للجيش أو الجهات الأمنية.
3- السرية العسكرية
الكثير من الحوادث سجلت فوق مواقع عسكرية أو بجوار قواعد جوية، ما يجعل نشرها أو تحليلها ممنوعاً. حتى في حالات رصد الطائرات التجريبية أو المناطيد، قد تتعمد الدولة التعتيم لمنع معرفة قدراتها أو ضعفها.
4- الخشية من إثارة الهلع أو الأساطير
الحكومة الصينية تعمل على تقليل "الخرافات" وتعزيز الخطاب العلمي والمادي. السماح بنشر حوادث غريبة قد يعارض هذا النهج، خاصة إذا فُسّرت بأنها كائنات فضائية أو أحداث ماورائية.
5- فقدان الأدلة بفعل الزمن أو الحجب
حتى عندما تكون هناك صور أو أدلة كما يُشاع في حادثة غوييانغ فإنها إما لم تُنشر، أو فُقدت، أو تم تصنيفها كمواد سرية غير قابلة للتداول العام.
رغم أن الصين لا تُعرف بأنها من الدول "المنفتحة" في تحقيقات الظواهر الجوية المجهولة، إلا أن لديها سجلاً مذهلاً من الحوادث الغامضة التي يصعب إنكارها. من توثيق فني يعود للقرن التاسع عشر إلى حالات رصد عسكرية في العصر الحديث، تبدو السماء الصينية مليئة بالأسرار.
لكنّ غياب الصور والأدلة ليس ناتجاً عن عدم وجودها، بل يعود في الغالب إلى طبيعة النظام السياسي والإعلامي الذي يرى أن هذه الظواهر يجب أن تبقى ضمن ملفات الدولة، لا العامة.
إقرأ أيضاً ...
- حادثة فارجينيا أو “روزويل البرازيلية” - 1996
- من ملفات اليوفو : موجة بلجيكا (1989–1990)
- حادثة ألاسكا مع رحلة اليابان - 1986
- حادثة ريندلشام - بريطانيا - 1980
- حادثة بتروزافودسك الروسية - 1977
- المواجهة الجوية في سماء طهران - 1976
- حادثة إختطاف ترافيس والتون - 1975
- حادثة روزويل المكسيكية - 1974
- دائرة ديلفوس المتوهجة – 1971
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .