![]() |
إعداد : كمال غزال |
يُعد صندوق الديبوك من أكثر القطع الأثرية إثارة للجدل في عالم الظواهر الخارقة. هو صندوق خشبي صغير يُقال إنه يحتوي على "ديبوك"، وهو كيان شرير من الفولكلور اليهودي يُعتقد أنه روح معذّبة ترفض مغادرة عالم الأحياء وتبحث عن جسد لتتلبسه.
أصل الحكاية
تعود شهرة هذا الصندوق إلى عام 2003، حين قام تاجر تحف يُدعى كيفن مانيس بعرضه للبيع على موقع eBay. اشترى مانيس الصندوق من سيدة عجوز من أصول بولندية يهودية، أخبرته أن والدتها نجت من الهولوكوست، وكانت تحتفظ بهذا الصندوق كجزء من إرثها. حذّرته قائلة: "لا تفتحه أبداً".
لكن مانيس تجاهل التحذير وفتح الصندوق، لتبدأ سلسلة من أحداث غريبة ومقلقة مثل سماع أصوات وهمسات غير مفسرة ، تحطم المصابيح الكهربائية تلقائيًا ، كوابيس مرعبة تتكرر كل ليلة ، سكتة دماغية مفاجئة لوالدته في نفس اليوم الذي فتح فيه الصندوق ، دفعت تلك الأحداث مانيس للاعتقاد بأن الصندوق ملعون، فقرر بيعه.
لعنة تتنقل من شخص لآخر
بعد طرح الصندوق للبيع، بدأ ينتقل من مالك إلى آخر، وكل من اقتناه واجه تجارب غامضة ومخيفة مثل رؤية ظلال داكنة تتحرك في الغرف وسماع بكاء أطفال أو أصوات همسات دون وجود أحد وروائح كريهة مفاجئة تنبعث دون مصدر ، حوادث وأمراض غير مبررة.
إحدى الإعلانات على eBay جاء فيها: "من يشتري هذا الصندوق يفعل ذلك على مسؤوليته الخاصة. لا تسألني عنه مجددًا ".
في الثقافة الشعبية
أصبحت قصة صندوق الديبوك مصدر إلهام لأعمال فنية وثقافية:
- فيلم The Possession (2012) استند مباشرة إلى أحداث الصندوق.
- برنامج Ghost Adventures عرض الصندوق ضمن حلقاته، حيث اشتراه المحقق زاك باغانز ووضعه في متحفه بمدينة لاس فيغاس.
- عدد من الزوار أكدوا شعورهم بـ"طاقة سلبية خانقة" عند الاقتراب من الصندوق. حتى زاك نفسه قال إنه شعر بأعراض جسدية بعد التفاعل معه.
تجربة بوست مالون
في عام 2018، رافق المغني الشهير بوست مالون صديقه زاك باغانز أثناء تفاعله مع صندوق الديبوك. وعلى الرغم من أن مالون لم يلمس الصندوق مباشرة، فإنه لمس زاك وهو يفتحه.
في الأسابيع التالية، بدأت سلسلة من المصائب : هبوط اضطراري لطائرته ، حادث سيارة كاد أن يكون مميتًا، سطو مسلح على منزله.
هذه المصادفات دفعت البعض للاعتقاد بأن بوست مالون تأثر بـ "اللعنة".
تشابه مع أسطورة باندورا
قصة صندوق الديبوك تذكّرنا كثيرًا بـ أسطورة "صندوق باندورا" من الميثولوجيا اليونانية، حيث فُتح الصندوق عن طريق الفضول، لتنطلق منه قوى الشر إلى العالم. وكأن هذا الصندوق يحمل نفس اللعنة: تحذير واضح، وفضول بشري، ونتائج مرعبة.
العلم مقابل المعتقدات
لا توجد أدلة علمية تؤكد أن الصندوق مسكون فعليًا، ويعتقد بعض الخبراء أن ما يحدث يمكن تفسيره بـ الإيحاء الذاتي (Placebo/Nocebo Effect) — أي أن توقع الإنسان لحدوث شيء سيئ يجعله يشعر أو يفسر الأحداث من هذا المنظور ، لكن عدد القصص وتطابق التفاصيل بين المالكين يترك باب الشك مفتوحًا.
هل الصندوق بوابة لعالم آخر؟
يرى بعض المهتمين بالماورائيات أن صندوق الديبوك ليس مجرد قطعة أثرية، بل أداة روحية تفتح قناة مع عوالم غير مرئية، وأن العبث بها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وأخيراً ...
سواء كنت تؤمن بالظواهر الخارقة أو تعتبرها مجرد خرافات، تبقى قصة صندوق الديبوك واحدة من أكثر القصص غموضًا وإثارة في العصر الحديث ، هل تجرؤ على لمسه ؟
إقرأ أيضاً ...
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .