20 مارس 2025

Textual description of firstImageUrl

لغز كنز جبل الطنطور: بين الأسطورة والواقع

إعداد : كمال غزال

في قلب الصحارى والتلال الأردنية، حيث تختبئ الحكايات في كهوف الصخور الوعرة، تتردد قصة غامضة بين السكان المحليين والباحثين عن الكنوز. تعود هذه الرواية إلى أواخر الستينيات أو أوائل السبعينيات، في زمن كانت فيه عمليات التنقيب غير القانونية منتشرة، وكانت الأساطير تحيط بالدفائن المدفونة منذ العصور الغابرة. في جبل الطنطور، قيل إن مجموعة من المنقبين استعانوا بشيخ مشعوذ لفتح بوابة لكنز مخفي، ولكن ما حدث بعدها تجاوز حدود الخيال.

بحسب الروايات الشعبية، كان الباحثون عن الكنز على علم بأن الموقع قد يكون محروسًا، وفقًا للمعتقدات السائدة التي تفيد بأن بعض الكنوز القديمة تحميها كائنات غامضة أو "حراس" غير مرئيين.

ولتجاوز هذه العقبة، لجأوا إلى شيخ مشعوذ معروف في المنطقة، زعم أنه يستطيع استدعاء "خادم الكنز" من خلال طقوس سرية.

عند منتصف الليل، تجمعوا أمام مدخل كهف مظلم، حيث بدأ الشيخ في تلاوة تعاويذ غير مفهومة، تردد صداها في المكان. وبحسب الشهود، قام بذبح ديك أسود، وهو طقس شائع في بعض المعتقدات الروحانية يُعتقد أنه يرضي القوى الخفية (للمزيد إقرأ عن معتقدات الكنز المدفون). فجأة، تعالت أصوات غامضة من داخل الكهف، وظهرت ظلال سوداء تتحرك بين الصخور، بينما اهتزت الأرض وكأن الكهف يتنفس.

بعد لحظات من الترقب، انشق جدار صخري، كاشفًا عن باب حجري ضخم منقوش بكتابات قديمة يعتقد أنها تعود إلى العهد الروماني. تسلل المغامرون إلى الداخل، وهناك، وجدوا جرارًا فخارية مملوءة بعملات ذهبية، بالإضافة إلى أدوات معدنية تعود إلى قرون مضت. للحظات، طغت نشوة الاكتشاف على الجميع، ولكن لم تدم الفرحة طويلًا.

أحد الرجال، الذي كان يفحص محتويات الكهف، أطلق صرخة مدوية، مدعيًا أنه رأى مخلوقًا مظلمًا يقف في إحدى الزوايا. شُلت أطرافه للحظات، وكأنه تعرض لتأثير قوة غير مرئية، بينما هرب البقية في حالة من الذعر. عند خروجهم، أكد الشيخ أن "حارس الكنز" قد سمح لهم بأخذ جزء منه، لكنه حذرهم من العودة، وإلا فإن العقاب سيكون رهيبًا.

الكهف الذي اختفى
رغم حالة الذعر، فإن الطمع دفع البعض إلى العودة لاحقًا إلى نفس الموقع، ولكن ما واجهوه كان أمرًا يفوق الخيال. عندما حاولوا تحديد مكان الكهف، لم يجدوا أي أثر له! وكأنه لم يكن موجودًا من الأساس. الصخور التي شهدوا انشقاقها سابقًا بدت وكأنها لم تُمس، ما عزز الاعتقاد بأن قوة غامضة قامت بإخفائه.

حقيقة أم أسطورة ؟
لا توجد أي وثائق رسمية أو أدلة تاريخية تؤكد وقوع هذه الحادثة، لكنها أصبحت جزءًا من الموروث الشعبي الأردني، تروى بين الأجيال كمثال على اللعنات التي تحيط بالكنوز المدفونة. بعض الباحثين يرون أن الظواهر التي شهدها الرجال ربما تكون ناجمة عن ظواهر طبيعية، مثل الغازات السامة التي تملأ بعض الكهوف القديمة، والتي قد تؤدي إلى الهلوسة والشعور بالاختناق.

لكن في المقابل، هناك من يعتقد أن هذه القصة ليست سوى واحدة من مئات القصص المشابهة التي تؤكد أن بعض الأماكن لا تزال تحت حماية قوى غامضة، وأن بعض الكنوز ليست مجرد ذهب، بل أسرار دفينة لم يُكتب لها أن ترى النور.

فهل كان كنز جبل الطنطور حقيقة مخفية، أم مجرد سراب غذّته الأساطير ؟ 


إقرأ أيضاً ...

- معتقدات الكنز المدفون 

- الزوهري

- الزئبق الفرعوني وزيت الكاهن 

- مجوهرات ملعونة

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ