إعداد : كمال غزال |
ويُعتقد أن تشوما تعيش في أراض بعيدة ومن هناك تنطلق لإصابة الناس، وهي بطبعها تكره القذارة وحريصة بشكل خاص على إصابة المنزل القذر وبالتالي إذا ظهر الطاعون في منطقة مجاورة فقد كان يُعتقد أنه يجب تنظيف كل منزل وقاطنيه تماماً وهو اعتقاد مفيد يساعد بالفعل في القضاء على الطاعون الحقيقي ،ويقدم الناس قرابين لتشوما لاتقاء شرها كالطعام والماء النظيف والريحان والأمشاط.
قصة الأسطورة
نروي قصة الأسطورة على لسان تشوما نفسها حيث تقول :
" عندما كنت صغيرة كان منزلي نظيفًا دائماً، أحببت منظر وشعور المنزل النظيف إلى أن تزوجت فجلب زوجي لي كل أنواع الأوساخ والفوضى، لم يكن هناك شيء نظيف على الإطلاق مهما عملت بجد ، ومع مرور الوقت أصبحتُ عجوزاً ومتعبة ، وبعد سنوات من المحاولة رُزقنا أخيراً بطفل وعملت بمفردي على تنظيف المنزل حتى أصبت بالمرض ومات الطفل بين ذراعي ، وعندما أتاني الموت طلبت التحرر من الألم إلا أن الانتقام ملأني من زوجي الذي جلب لي الفوضى والأوساخ والكدح الذي لا نهاية له ، نفثت في السهام التي في جعبتي ثم خرجت باحثة عنه وحاملة السهام وطفلي معي ، وبين المجتمعات الريفية التي تنتشر في الغابة كنت أعتقد بين الحين والآخر أنني قد وجدته ، كنت أتسلل ليلاً مع الريح نحو الكوخ، كنت أدخل المكان وأخدش كل من يبدو أنه مصدر للقذارة ومع ذلك لم يكن هو أبداً.
تعقيب كمال غزال
تحث هذه الأسطورة الطقسية على نظافة المنزل والبدن لدرء الأمراض الفتاكة كالطاعون والذي كان يطلق عليه أيضاً "الموت الأسود" خصوصاً أنه انتشر ما بين عامي 1346و1353 وقتل ما بين 75 إلى 200 مليون شخص في بلدان أوروبا وآسيا. وكان تجسيد هذه الأسطورة بروح مخيفة تمثل المرض يهدف إلى الوقاية من الأمراض من خلال اتباع نمط حياة نظيف، ولكن كما يقال لا دخان بلا نار فقد تكون قصة العجوز حقيقية قبل موتها ثم انتشر الطاعون لتصبح أسطورة انتقام لمن يخل باتباع إجراءات الوقاية .
إقرأ أيضاً ...
- البانشي : أسطورة سيدة التلال
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .