إعداد : كمال غزال |
لعل إنبهار الإنسان بالعيون يمثل قلب القضية هنا، إذ يقول المثل بإن العين نافذة الروح ولا عجب في أننا مهتمون جدًا بها - فالعقل البشري مضبوط على درجة عالية لينجذب نحو نظرات الأخرين ، وبالفعل هناك شبكة عصبية واسعة النطاق في الدماغ متخصصة فقط لمعالجة التحديق إلينا.
لقد طُورت نظرة العين البشرية خصيصاً لسهولة الاكتشاف ، فمن السهل غالبًا لنا معرفة ما إذا كان هناك شخص ما ينظر إلينا، فعلى سبيل المثال ، إذا نظر إليك شخص يجلس أمامك مباشرة في القطار ، فيمكنك إدراك اتجاه نظره من دون النظر إليه مباشرة ومع ذلك اتضح أنه لا يمكننا اكتشاف مثل هذه النظرة بشكل موثوق إلا ضمن أربع درجات من نقطة التحديق المركزية.
كما يمكننا استخدام إشارات أخرى لمعرفة متى ينظر إلينا شخص ما في رؤيتنا المحيطية، وعادةً ما نعتمد أيضًا على موضع أو حركة رأسه مثل الإلتفات نحوك. ونعتمد أيضًا على إشارات الرأس أو الجسم عندما يكون المُراقَب المحتمل في الظلام أو يرتدي نظارة شمسية ، ولكن من المثير للاهتمام ، أنك قد لا تكون محقًا بشأن مشاهداتك كثيرًا كما تعتقد ، فقد تبين أنه في المواقف غير المؤكدة يبالغ الناس بشكل منهجي في احتمال أن ينظر الشخص الآخر إليهم وقد يكون هذا تكيفًا يمعد للتفاعل التي على وشك الحدوث معنا ولا سيما إذا كان هذا التفاعل يمثل تهديدًا لنا.
لكن ماذا عن الشعور بأن شخصًا من خارج مجال رؤيتك ، مثل أن يكون خلفك ، يراقبك ؟ هل من الممكن حقًا "الشعور" بذلك ؟
لطالما كان هذا مصدرًا للبحث العلمي (نُشرت الدراسة الأولى حول هذا الموضوع في عام 1898) - ربما لأن هذه الفكرة شائعة جدًا ، إذ وجدت بعض الدراسات أن ما يصل إلى 94٪ من الأشخاص أفادوا بأنهم قد مروا بإحساس العين عليهم فاستداروا ليكتشفوا أنهم بالفعل مراقبون.
ومن سوء حظ أولئك الذين يرغبون في أن نكون خارقين مثل شخصيات فيلم X-MEN ، اتضح أن الكثير من الأبحاث التي تدعم "تأثير التحديق النفسي" تعاني من مشكلات منهجية ، أو تأثيرات غير مفسرة على الذين خضعوا لتلك التجارب، على سبيل المثال ، عندما يقوم بعض الخاضعين للتجربة بدور المراقبين في هذه التجارب يكونون أكثر "نجاحًا" في حث الأشخاص على اكتشاف تحديقاتهم مقارنة بالمجربين الآخرين ومن المؤكد أنه تحيز غير واع ، ربما بسبب التفاعلات الأولية مع المجرب.
وقد تلعب الذاكرة المتحيزة دورًا أيضًا ، فإذا كنت تشعر أنك مُراقَب ثم استدرت لتتفقد حولك - فقد يلاحظ شخص آخر في مجال رؤيتك أنك تنظر حولك فيحول نظره إليك وعندما تلتقي عيناكما تفترض حينها بأن هذا الشخص كان يحدق بك طوال الوقت، وتلك المواقف لا تُنسى من ذاكرتك المتحيزة بل تبقى راسخة أكثر بكثير من تلك المواقف التي تجد فيها نفسك تنظر من حولك ثم لا تجد أحد ينظر إليك.
لذلك تذكر - في المرة القادمة التي تعتقد فيها بأن شخصًا لا يمكنك رؤيته يراقبك ، قد يكون عقلك يخدعك بغض النظر عن مدى واقعية ذلك.
إقرأ أيضاً ...
1 تعليقات:
غير معرف
يقول...سبحان الله لقد مررت بتجارب مثل ذلك لقد احسست ان احد يراقبني وانا مغمض العيون وخمنت كذلك لون ملابسه و هيئته ..لم استطعان اقدم تفسير لنفسي ولا لمن حولي ان ترى بعقلك وليس بعيونك .... مثل نعمة البصيرة لا البصر... اسبار اغوار العقل . لم يستطع الانسان بعد من فك الغاز كيف يعمل العقل البشري وكيف يتصل بالكون و العوالم الخفيه وتخاطره مع بنى الانسان او الكائنات العلوية ...لغز لغز قليلون من يعرفون و يحتكرون هذا العلم ...سبحان الله
09/05/2022، 12:30:00 م
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .