 |
| إعداد : كمال غزال |
بقي راوات في موقعه على ارتفاع حوالي 3000 متر فأوقف تقدم القوات الصينية لمدة ثلاثة أيام بمفرده قبل أن تنال منه رصاصة معادية خلال حرب الشتاء الدموية مع الصين في عام 1962 على طول ولاية أروناتشال براديش الشمالية الشرقية.
عمله الشجاع أكسبه مكانة مميزة بين جميع رتب الجيش الفيدرالي الذي يحرس الحدود الصينية الهندية الممتدة لـ 1030 كيلومتراً فهو بالنسبة لكثيرين مثل الملاك الحارس الذي يحمي الحدود.
ولعبت الأسطورة والتراث الشعبي والخرافات أدواراً قوية بين الجنود لدرجة أن موقع المعركة تم تحويله إلى معبد هندوسي حيث منحت القوات راوات مكانة بابا أو قديس.
ويقول أحد الجنود هناك : " أفراد الجيش الذين يمرون في هذا الطريق وعلى اختلاف رتبهم يقفون عند ضريحه للتعبير عن احترامهم وإلا فإنهم سينالون لعنته ، إذ رفض أحد الجنرالات ذات مرة الصلاة في ضريحه أثناء عبوره في المنطقة قائلاً أن ذلك مجرد خرافة ثم واجه حادثة طريق غامضة على بعد بضعة كيلومترات من هنا ثم توفي على إثرها".
وتجد ما لا يقل عن ستة أفراد من الجيش هناك لرعاية ضريح روات كما لو كان على قيد الحياة، وويقول جندي آخر يحرس الضريح : " بالنسبة لنا هو خالد ولا يزال يحمينا ويباركنا في هذه التضاريس الجبلية الغادرة ".
وهناك أحد الأفراد من الجيش يطبخ له يومياً ويرتب سريره ويكوي ملابسه ويلمع جزمته العسكرية بينما يقوم الآخرون بدوريات حول ضريحه على مدار الساعة.
ويقول جندي آخر: " كل صباح نعثر على سريره مكسوراً بينما تكون ملابسه المكوية حديثاً مكومة وملقية على الأرض ، إنه هنا طوال الوقت رغم أننا لا نستطيع رؤيته ".
ووفقاً للسكان المحليين والجنود المتمركزين بالقرب الضريح فإن روح راوات تجوب المنطقة ويأتي في أحلامهم ويحل مشاكلهم وبؤسهم. وصرح الرائد جيدب غوش لوكالة فرانس برس : " الاحترام الذي يحظى به راوات حتى بعد وفاته هو شيء نادر جداً في الجيش الهندي ، لم أر قط شيئاً كهذا من قبل في أي مكان لجندي شهيد ما زال يؤثر على حياة الجنود ".
وتقول الأسطورة أن القوات الصينية قتلت راوات ثم قطعت رأسه وحملت جذعه كتذكار بعد أن وقف بمفرده ضدهم وأطلق النار من بندقيته.
وبعد إعلان وقف إطلاق النار أعاد القائد الصيني الذي أُعجب بشجاعة راوات رأسه مع تمثال نصفي من النحاس للجندي الباسل ثم جرى تثبيت التمثال في موقع المعركة.
وعلق قائد عسكري على أن " أمة لا تكرم محاربيها القتلى ستموت " ، بينما أشعل الجنود مصابيحاً في الليل لإبقاء ذكريات راوات حية.
ملاحظة
عنوان المقال حمل وصف "شهيد" وهو ينطبق فقط على الذين يعتقدون بأنه شهيد ، فالشهادة لا يعلم سرها إلا الله، وهو "حي" بنظرهم لأنهم أجلوا بطولته وشجاعته فعاملوه كأنه حي لم يمت - تعبير مجازي .
إقرأ أيضاً ...
- تجارب واقعية : شبح سند الراجمة
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .