إعداد : كمال غزال |
وكان موقع ما وراء الطبيعة قد نشر في السابق قصصاً واقعية عن احتفاظ الجثامين بسلامتها دون تحلل ملحوظ رغم مرور سنوات طويلة منها جثمان الفنان عبد الحليم حافظ وجثمان شيخ درزي الخ.
لكننا هنا سنتناول التفسيرات العلمية لسر بطئ عملية تحلل الجثمان.
يعد المناخ الذي يوجد فيه الجثمان من أهم عوامل معدل التحلل البشري، فكلما كان المناخ أكثر دفئاً زادت سرعة تحلل الجسم، ويتم تقسيم عملية التحلل إلى 4 مراحل رئيسية هي : التحلل الذاتي ، والانتفاخ ، والتسوس النشط ، والهيكل العظمي ، حيث يتضمن كل منها مجموعة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة المختلفة والبكتيريا وحتى الحشرات التي تزدهر وتتكاثر بسرعة في المناخات الأكثر دفئاً ومع ذلك تلعب الرطوبة والجفاف أيضاً عوامل ويمكنهما في الواقع إبطال التحلل السريع خلال مراحل تحلل معينة في ظل الظروف المناسبة.
على سبيل المثال ، وجدت دراسة في ولاية أريزونا أن المناخ المحلي أثر على التحلل وبالتالي:
"درجات الحرارة في الصيف ، والتي تزيد عن 38 درجة مئوية، تسبب انتفاخاً سريعاً نتيجة لتراكم الغازات المتحللة. ومع ذلك ، في ظروف معينة ، يمكن أن يؤدي الجفاف إلى تحنيط واسع النطاق ، مما يسمح بالحفاظ على البقايا لـ "مئات السنين" ويمكن أن تحتفظ البقايا بمظهر جديد لفترة طويلة في الشتاء ، ولكن ظهور التحلل الملحوظ يكون سريعاً في أشهر الصيف ".
وكانت معرفة كيفية تأثير المناخات والبيئات على معدل التحلل أمراً محورياً للمحققين حيث يمكن للمناخ الجاف والحار أن يحول الجثة إلى عظام في غضون أسابيع قليلة ، في حين أن البيئة الباردة المليئة بالمياه يمكن أن تعطينا نفس النتيجة بعد عدة شهور .
ونجد كثيراً من الجثامين التي حافظت على حالها رغم مرور السنين بسبب اقتراب موقع الدفن من مصادر مياه جوفية التي بطئت كثيراً من سرعة تحللها وعندما يكتشف أهل المتوفى ذلك يسعون إلى نقل الجثمان بعيداً عن موقع المياه وعندئذ فقط يكتشفون حقيقة حفظ الجثمان لهذه السنوات الطويلة رغم أن هذه المياه وبرودتها هي من ساهمت أصلاً في بطئ تحلله طيلة سنوات عديدة !
ومما ثبت أن هناك خمسة عناصر تؤثر على التحلل :
الحرارة : زيادة مقدارها 10 درجات مئوية يضاعف معدل التحلل.
الرطوبة : تبطئ التحلل.
قلوية التربة : تسرع التحلل.
وفرة الأوكسيجين : تسرع من التحلل.
ويمكن أن يؤثر نوع التربة ورطوبتها على العلاقة بين العوامل المذكورة أعلاه.
أما عن دور البكتيريا والديدان التي يتأثر تكاثرها بالمناخ بطبيعة تربة الدفن وهذا يؤثر بدوره على معدل التحلل ، حتى أن هذه العوامل تؤثر في إختيار الكائنات الممكن لها النمو.
وهناك عوامل أخرى مرتبطة بالجثمان يمكن لها أن تسرع أو تبطئ من سرعة تحلله إلا أنها لم تأخذ نصيبها الكافي من الدراسة العلمية وهي : سبب الوفاة ، والحالة العامة للجسم ، وحجم الجسم ، ومحتوى الجسم من الأدوية وفيما إذا كانت هناك مسكنات ، ويعتمد وقت التحلل بعد الدفن بشكل أساسي على ما إذا كان الجسد محصوراً في نعش أم لا ، وما إذا كان هناك ماء أم لا وكمية ونوع التربة وكيفية التعامل مع الجثة أثناء الدفن.
تعليق الأزهر
وبعد أن ذكرنا تفسير العلم ، نأتي هنا إلى ما يقوله الدين على لسان الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى السابق وأمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر والذي علق آنذاك على سبب وقاية جثة الفنان الكبير عبد الحليم حافظ من التحلل رغم مرور عشرات السنين بقوله: " اكتشاف موتى مرت عليهم سنوات دون تحلل أمر ثابت في صحيح السنة والأحاديث النبوية، فهناك أنواع من الناس لا يتعفنون ولا يتحللون وكثيراً ما يعثر البعض على نماذج لهذا قديما والآن وإذا وصلتنا أخبار في هذا الشأن ومثبتة لا نكذبها فهي تكون صادقة أو كاذبة حسب مشاهدتها، وعموما مثل هذه المشاهدات تدلل على أن الإنسان لا بد ألا ييأس من رحمة الله وأن الأعمال بخواتيمها ".
إقرأ أيضاً ...
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .