إعداد : عطية أبو خاطر |
في العصور الوسطى كان معروف عن السحرة أنهم يتواصلون مع بعضهم البعض عن طريق التجمعات السرية التي غالباً ما تنعقد في "حضور الشيطان" حسب الزعم ، ومن أهم هذه التجمعات مايسمى السابات وهو عبارة عن تجمع كبير لعدد ضخم من السحرة الذين يأتون من حدب وصوب لحضور هذا الاجتماع للعديد من الاسباب ، منها تجديد العهد مع الشيطان وتعميد السحرة الجدد ومناقشة أمورهم وطبقا للمصادر لا يوجد اي نوع آخر من الاجتماعات يوازي او يتفوق على السابات حيث انه يعد التجمع الاعظم عند السحرة وطوائف عبدة الشيطان.
عالم السابات نصفه حقيقة ونصفه خيال
اهتم الكثير من الباحثين والدارسين للسحر في العصور الوسطى بـ "عالم السابات" ومن هؤلاء الدكتور (بيتر هيننج) الذي قام بجمع مصادر معلومات من كبار الدارسين لتجمعات السحرة مثل الدكتورة (مارجريت موراي ) والدكتور (مونتاجو سوسرز) حيث استنتج أن الكثيرين ممن كانوا يحضرون مثل هذه الاجتماعات كانوا من اتباع الديانات الوثنية القديم وكان جل همهم المخافظة على مراسم وطقوس هذه الديانات ، أما الاغلبية من المجتمعين فكانوا من السحرة وعبدة الشيطان الذين يحضرون كما اسلفنا لتجديد ولائهم للشيطان ، وليستمدوا منه القوة الزائفة التي يزينها لهم وتلقي التعليمات التي تعينهم في أعمالهم "السحرية".
طقوس السابات
يحرص السحرة على أن يكون إجتماع السابات بمعزل عن أي مخلوق آخر كما يحرصون على حضوره مهما كانت المسافة بعيدة ، تبدأ طقوس ومراسم السابات فور اكتمال عدد الحاضرين .. بعد ذلك يجلس الشيطان الذي سنصفه لاحقاً على كيان كبير في منتصف مكان الاجتماع حيث يقدم له الحاضرين فروض الطاعة والولاء والاحترام وينادونه قائلين "ياربنا" ويتوسلون اليه ويسجدون له ، ثم يجلس الحاضرين على مائدة تقدم لهم فيها أطعمة خاصة مثل اللحوم الغير مطبوخة والنبيذ ، وفي مصادر غير مؤكدة يقال أنهم يأكلون لحوم البشر ويشربون دماؤهم ثم ترفع المائدة بعد الانتهاء من الطعام لتبدأ مراسم حلقة الرقص .. لكن الرقص هنا مختلف عن والرقص المألوف .. فالرقص في اجتماعات السابات غريب وشيطاني بقدر غرابة المجتمعين ، حيث يلتصق كل إثنين من الراقصين ظهراً بظهر ويحركون رؤوسهم إلى الأمام وإلى الخلف .. ثم يأخذون في الدوران حول انفسهم كالمجانين وهم في غيبوبة بفعل الخمور والمخدرات التى يتعاطونها اثناء الاحتفال ثم تنتهي حلقة الرقص بحفلة عربدة (جنس جماعي) بين الحاضرين ثم تبدأ بعدها مراسم التعميد وتجديد العهود مع الشيطان حيث يقف الحاضرين امام الشيطان قائلين " نحن نكفر بخالق السموات والارض .. نحن نكره ونندم على عبادتنا السابقة .. انا اتقدم بالولاء والعبادة لسيدي ابليس – ويمكن ان تقال (لوسيفر) او (بعلزبول) – الذي اعتقد فيه واثق به ".
ويعد هذا التعهد بمثابة القسم للمتعمد الجديد وفي نفس الوقت هو تجديد للعهد بين السحرة والشيطان ثم يبدأ تعميد الساحر الجديد حيث يتم تغطيسه في حوض به مياه سوداء لا يعرف ماهيتها تسمى (المياه الشيطانية) ثم يطلق على الساحر الجديد اسم سري يعرف به خلال اجتماعات السابات القادمة ويعلم جسمه بالختم الشيطاني ثم يقوم الساحر الجديد بتقبيل مؤخرة الشيطان كنوع من انواع الطاعة.
معلومات هامة عن السابات
يوجد الكثير من المعلومات عن اجتماع السابات في المراجع والكتب التي بدأ ظهورها منذ القرن الخامس عشر بالإضافة للكثير من التقارير التي تتحدث عن السابات في السنين التالية ومن مجمل هذه التقارير أن الشيطان يحضر بنفسه في هذه الاجتماعات .ومن الاوصاف التى وردت في هذه التقارير أن الشيطان يحضر في شكل كائن برأس ماعز وجسده أحمر قاتم وهذه هي الصورة المألوفة لهيئة الشيطان في الأساطير والفلكلور الشعبي .. وفي وصف اخر أقل حدة وأكثر تصديقاً من الوصف السابق أن الشيطان يظهر في هيئة شاب أسود العينين أيي لا بياض فيهما ويرتدي ملابس من جلود الحيوانات وتحيط به رائحة الكبريت
كما تشير التقارير أن اجتماعات السابات كانت غالباً في ليلة السبت ويعقد أربع اجتماعات سابات في العام الواحد ، وكانت الاجتماعات تبدأ قبل منتصف الليل بساعتين ويستمر حتى يبلغ ذروته في بداية نهار اليوم التالي ، كما تقول بعض المصادر أن صياح الديك يكون الاشارة على نهاية الاجتماع وهذه النقطة تتوافق مع ما جاء في الاحاديث النبوية الشريفة في ان الديكة تصيح عند رؤيتها للملائكة و ربما يفر الشيطان عند حضور الملائكة ، ويقال أنه في اثناء الاحتفال في السابات يتم اعطاء كل ساحر تعويذة سحرية يستخدمها لاستدعاء خدم السحرة من الشياطين ويقول المتخصصون في هذا الموضوع أن المساعدين من الشياطين يمتلكون قوى متعددة مثل (اسموديس) أمير الخدم الشيطاني الذي يسخر للساحر او للساحرة الشياطين لخدمتهم في اعمالهم السحرية.
جدير بالذكر أن كلمة سابات هي كلمة عبرية الاصل وهي تعني السبت في العربية وشابات في العبرية مما يلمح إلى ضلوع اليهود في تأسيس هذه العقائد الشيطانية وحتى الآن ومع كل الدراسات والتقارير يظل عالم السابات نصفه حقيقة ونصفه خيال ويظل عالم ملئ بالغموض ومع هذا الكم الكبير من المعلومات والتقارير إلا انه لم يتمكن احد من العلماء والباحثين من الخوض بشكل كامل في عالم السابات لمعرفة كل خباياه واسراره.
إقرأ أيضاً ...
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .