إعداد : حسن بوزيدي |
منذ زمن يعود إلى منتصف القرن التاسع عشر حكى أفراد من قبائل واشو و بايوت الهندية أسطورة عجيبة ومشوقة لمستوطني بحيرة تاهو الأمريكية حيث كانوا يعتقون بأن وحشا مائياً يتخذ من أعماق تلك البحيرة مسكنا له ، و تقول قصصهم بأن المخلوق موجود في نفق تحت الماء يسمى كهف روك . أطلق السكان عليه إسم "تاهو تيسي" نسبة لبحيرة تاهو كما استمرت مشاهدته حتى في العصر الحديث .
تقع بحيرة تاهو على مسافة 1879 متر عند أعلى سلسلة جبال سيرانيفادا في أمريكا الشمالية على حدود كل من ولايتي كاليفورنيا و نيفادا ، وتعتبر واحدة من أجمل الأماكن في العالم . لربما ما يثير الدهشة والإنجذاب لتلك البحيرة هي الشائعات التي يتداولها سكان المنطقة بالإضافة إلى السياح المتوافدين عليها و لعل أبرزها عن مخلوق تاهو تيسي الغامض .
ووفقا للأسطورة ، تاهو تيسي هو مخلوق من مخلوقات الكريبتوزولوجي Cryptozoology وهو علم يختص بدراسة الحيوانات الخفية كمخلوق البيغ فوت و التشوباكابرا و وحش بحيرة لوخ نيس إلخ .. تعود نشأة المخلوق في أكبر بحيرة جبال الألب في أمريكا الشمالية ، بحيرة تاهو ، و يرجح أن طوله يتراوح بين 10 إلى 20 قدما بجسم شبيه لجسم الأفعى وذلك حسب مشاهدات نادرة للمخلوق ، لونه بين الرمادي و الأسود وعادة ما يكون جلده سلساً بالإضافة إلى أنه يتمتع بميزات الحيوانات الزاحفة .
المشاهدات المزعومة للمخلوق
- في خمسنيات القرن المنصرم ، أفاد ضباط شرطة كانوا خارج خدمتهم الرسمية آنذاك بأنهم رأوا ظهور كيان ضخم أسود من الماء ، فهلعوا من فورهم بالهرب عبر زيادة سرعة قاربهم حيث ادعوا بأنهم تجاوزا 60 ميلا في الساعة .
- وفي منتصف شتاء 1979 في ولاية هومودو قال شاهد عيان مجهول من كاليفورنيا أنه كان مع رفاقه الثلاثة في مدرسة صغيرة لتعلم صيد سمك السلمون حيث شاهدوا مخلوقاً كبيراً كانت ملامحه غير واضحة ، أضاف الشاهد بأن المخلوق كان يشبه عمود الإنارة وكان يغوص في لحظة ويخرج من الماء لحظة أخرى بالإضافة إلى رشه الماء من مقدمة رأسه .. بقي الشاهد وزملائه مذهولين عقب رؤيتهم للوحش إلى حين اختفاءه فجأة في قعر البحر .
- وفي الثماننيات ، أفاد صيادون برؤية ثعبان طوله 15 قدماً أي حوالي 4.6 متر كان يسبح تحت سطح الماء بالقرب من كهف روك ، وبعد عدة أسابيع أفاد إثنان من الغواصين بأنهم عثروا على كهف تحت الماء ، وإطلاقهم النار على مخلوق غير معروف وأقروا بأن المخلوق كان له زعانف كبيرة لكنهم لم يتمكنوا من الإمساك به .
- وفي وقت ما من أواخر 1990 ، قال مدرب تجديف من مجموعة تدعى "الكواكب" بأنه رأى لمحة عن ما يبدو وكأنه قارب كاياك أخضر صغير فيه شخصان وسرعان ما اختفى في بالوعة مائية ، وعندما اقترب المدرب من المنطقة مسرعاً لم يكن هناك أي أثر من قوارب الكاياك وهذا ما شكل لغزاً محيرا حول ماهية ما شاهده ذلك اليوم .
- في عام 2004 ، زعم نادل في فندق بالقرب من بحيرة تاهو بأنه التقط صورة لشيء أسود في الماء وهو حسب ما يدعي عبارة عن رأس لمخلوق تاهو تيسي . كما شاهد نفس الشخص الذي كان مع عائلته هذه المرة ، مخلوقا مماثلاً في المظهر لسمك الحفش مع أنف أبيض ، لكن المخلوق انتقل صعوداً وهبوطاً مثل الثدييات بدلاً من تنقله من اتجاه لاتجاه كما باقي الزواحف .
ويقال أن تاهو تيسي يظهر في حزيران/ يونيو من كل عام على الرغم من الإبلاغات الكثيرة عن مشاهدته على مدار السنة . هنا تساءل المهتمون بأسطورة الوحش حول ما إن كان يدخل في سبات أم لا ؟ بالرغم من أن الطقس في الشتاء يكون قارصاً حتى التجمد في بحيرة تاهو .
أما بالنسبة إلى الجهات الأمنية المختصة ، فإنها ترفض استكشاف ما يقبع في تلك البحيرة إضافة إلى أنها ترفع الغرامات حولها تعويضاً عن محاولة ترويع السكان ، كما رفضت الوكالة المحلية المختصة في علم الأحياء الإعتراف بوجود الوحش . لكن تقارير ومعلومات ومشاهدات وحتى أشخاص مفقودين تراكمت مقابل إنكارها لوجود تاهو تيسي .
فرضيات التفسير
ظهرت العديد من النظريات التي أحاطت بموضوع وحش بحيرة تاهو ( تيسي ) أما الأكثر شعبية فهي :
- الوحش البحري هو نوع من أنواع الديناصورات التي عاشت على الأرض منذ ملايين السنين ، يطلق عليها عدة أسماء منها : بلسيوسور ، بليوسور ، إشثيوسور ، أو موساصور ، ما يجعل هذه النظرية قريبة للصحة هو عثور علماء الآثار على عديد من الحفريات لمخلوقات متنوعة وجدت في صحراء نيفادا المحيطة وكذلك جبال سيرانيفادا .
رفض هذه النظرية العديد من الباحثين الذين يدرسون قضية تاهو تيسي ، مؤكدين رفضهم عبر إسناد تشكل بحيرة تاهو إلى العصر الجليدي الأخير ، أي بعد فترة طويلة من انقراض تلك المخلوقات . ومع ذلك ، يدافع البعض من الناس عن تلك النظرية من خلال قولهم بأن هذه المخلوقات كان يمكن أن تنجو من الإنقراض والعيش في الكهوف المعزولة أو المغارات ، أو حتى يمكنها التكيف مع البيئة البحرية كما فعلت باقي الحيوانات البرمائية .
- كما طرحت نظرية أخرى تقوض مصداقية وجود وحش البحيرة المهول وهي أن جميع المشاهدات و الصور التي التقطت هي ببساطة لثعابين بحرية أو سمك الحفش الذي يمتاز ببنية ضخمة قد توهم الناس أو تجعلهم يظنون بأن هناك وحشا يسكن البحيرة .
هناك عدد قليل من الصور لما يدعي الناس أنه الوحش تيسي ، لكنها لا تعتبر دليلاً قاطعاً وحاسماً إلى الحد المقبول ، إذ يمكن أن تكون أشجاراً أو أعشاباً برية عائمة ، أسماكا كبيرة ، موجات مد وجزر ، أو حتى قارباً غير محدد المعالم .
كانت هناك حادثة مثيرة للإهتمام بشأن قضية وحش البحيرة ، حدثت في عام 1970 ، حيث قاد جاك كوستو الباحث الفرنسي المختص في علم الأحياء حملة لاستكشاف ما في أعماق بحيرة تاهو . واجه كوستو في تلك الحملة شيئا مرعبا جداً رفض الإفصاح عنه لمتتبعي رحلاته الإستكشافية ، حيث جاء في تصريحه الغامض الغير مفهوم عن الحملة : " العالم لم يكن مستعداً لما كان يقبع في تلك البحيرة ! " ، ومما زاد في غموض المسألة أن كوستو لم يفرج أبداً عن أي من بياناته فيما يتعلق بأكثر حدث لا يصدق في تاريخ البشرية .
شاهد الفيديو
لقطة لكائن غامض ظهرت في فيديو خلال جولة استكشافية قامت بها قناة KCRA لسبر أعماق بحيرة تاهو وللتحقيق في الوقائع والأساطير.
إقرأ أيضاً ...
- وحش بحيرة نيسي
- وحش بيغ فوت (ذو القدم الكبيرة)
- مومياءات غامضة في متاحف اليابان
- الرجل العثة Mothman
4 تعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أستاذ كمال
ماذا حل بالموقع ؟
لماذا لم يعد نشيطا كما كان ؟
وأين المشاركون الذين كانوا يشاركوننا التعليقات والنقاشات ؟
26/01/2018، 12:02:00 م
انا بحب عالم وما وراء الطبيعه ويشكر العاملين في الموقع والي بيقول غير هيك عفوا يعني بيكون غبي الناس وصلو للقمر واحنا العرب بس بتحكي عن الحرام والحبال والعرقيه وعنصريه وهي طباع المتخلفين
13/03/2018، 2:41:00 ص
الفيديو يقول بأن الكائن هو سمكة قرش. وهو يظهر أيضاً بالفعل بشكل سمكة قرش. لذا فلا شيء عجيب في هذا الموضوع.
19/05/2018، 9:42:00 م
There were no ocean-going dinosaurs! Dinosaurs didn't live in oceans or seas, and neither mosasaurs nor plesiosaurs were dinosaurs, they were Marine reptiles. I like reasonr some of the stories published here, but the scientific credibility of this website leaves much to be desired.
23/07/2018، 11:10:00 م
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .