إعداد : كمال غزال |
يتحدث التراث الشعبي عن كائن بهيئة رجل طويل القامة وداكن اللون ويحمل سلاسل أو تلفه السلاسل ويطلق عليه اسم "أبو السلاسل" ، ووصف بأنه متوحش يستخدم سلاسله للتهجم على ضحاياه وهو يجر وراءه ثقلاً حديدياً ، والبعض يقول أن السلسلة حول رجليه فقط وأنه كان سيهجم على البيوت ويدمرها من غيرها ، وقيل أنه من عتاة الجن أو انه ممن تلبسهم الجن المردة ، و البعض يقول ان جلده يشبه الجلد المحروق وله مخالب طويلة و وجهه بشع و تنبعث منه رائحة كريهة ، ويهيم في الشواطئ فيظهر في أي وقت في الليل وفي النهار .
وقد تردد ذكره في أماكن مختلفة من دول الخليج العربي كالإمارات وعمان، وهناك شبه إجماع على إنه يظهر في الأماكن المأهولة بالسكان، كالأحياء السكنية في المدن والقرى ، وتعددت أسماء هذا الكائن ومنها العبد المزنجل وعبد لِمْزنيْل (بإهمال الألف وقلب الجيم ياء) و (بو السلاسل) و (بو الصناقل ) و (لِمسلسل) و (لمصنقل).
- وقيل أنه يحمل معه على كتفه سلسلة من الحديد طويلة جداً ويمشي في الليل بجانب العريش (مسكن أهل الساحل في دولة الإمارات ) ولدى تحركه تحتك السلاسل فتصدر صوتاً يسمعه الأطفال في العريش، فتحذر الأمهات أطفالهم أن يخرجوا من المنزل لئلا يسحبهم أبو السلاسل ، ويكون أبو السلاسل بجنب البحر يمشي وخلف بيوت العريش فإذا شاهد أحد الأطفال يخرج من البيت في الليل يرمي سلسلته عليه ويسحبه ويختفي الطفل نهائياً وإذا تمكن من الإفلات يجدونه فاقداً لوعيه أو لا يعرف أحداً من أهله. وصوت السلسلة يشبه صوت تكسر الأمواج على الساحل فيقال للطفل :" ألا تسمع أبو السلاسل ؟! "، وهذا لتخويف الأطفال من مغبة الخروج في الليل خشية على سلامتهم.
رواية عن منشأ الأسطورة
تقول إحدى الروايات أن (أبوالسلاسل) له أصل على أرض الواقع وأنه ليس مجرد محض خيال ، وأنه كان عبداً لأحد التجار في إمارة الشارقة وأنه تعرض لأشد أنواع التعذيب على يد مالكه الذ كان يقيده بالسلاسل ويربط في نهاية السلسلة (قلولة) وهي قذيفة مدفع كروية من الرصاص لئلا يهرب من مكان أسره ، وبعد موت ذلك التاجر هرب المسكين وهو مصاب بالجنون ، ولهذا أطلق عليه هذه التسمية أو (العبد المزنجل).
قصص وحكايا
1- هناك حكاية شعبية كان الأجداد يتداولونها في رحلاتهم البحرية وخلدت في ذاكرة الأدب الشعبي العماني وجاء فيها :
في ليلة من ليالي الشتاء اشتدت الريح بقوة قرب البحر وبعد ما صار المد وارتفع وجة الموج فزع الناس في الحارة القديمة وظنوا أن البحر سيدخل إلى مساكنهم ، وكان من بين هؤلاء الناس بحار اسمه راشد وهو رجل مقدام يشهد له بالقوة ولا يخاف من شيء .
جلس راشد في نفس الليلة مع جده وأعلمه بأنه عازم للخروج إلى البحر فاندهش الجد وبدأ العرق ينزل على جبهته وقال: " يا بني لا تخرج في هذا الوقت فالريح آتية ومعها الشياطين والجن والموت ، وأبو السلاسل يحوم في منتصف الليل على البحر ولا يرحم أحداً ، فلا تخرج ، أخشى أن يخسفك هذا الشيطان ".
لكن راشد رد بعصبية: " أنا أقوى بحار في الحارة ولا يقدر أحد أن يقف في وجهي، وأبو السلاسل هذا ليس له وجود في الحارة ولا عمره يقف قدامي " ، وخرج راشد من المنزل بدون أن يأخذ بنصيحة جده وركب البحر ورفع الشراع وواجه الرياح الشديدة المعاكسة وهو يصرخ بقوة :" أنا راشد نوخذة هالبحر وما أخاف من الريح والموت " (نوخذه تعني ربان السفينة في لهجات الخليج العربي)، ولما ابتعد عن الساحل اشتدت الريح وبدت السماء تنزل مطرها بقوة وارتفع الموج فخاف وعاد مرتعباً إلى الشاطئ وربط المركب بجذع.
وعند البحر كان الموج يضرب الشاطئ بقوة وأبو السلاسل كان موجود هناك ويحوم بسلاسله الكبيرة وبعيونه التي تروع الناس وبيديه وبأظافره اللي يشوه بها الوجوه وكان ينتظر في آخر الحارة بين الأزقة الضيقة وفي الدروب المظلمة لينقض على أحد المارة ويخنقه بالسلاسل.
وكان راشد يمشي في أحد الازقة المظلمة فسمع صوت السلاسل وهي تتحرك في الأرض فخاف وشرد غير أن أبو السلاسل لحقه و ركض راشد بسرعة وسلك درباً آخر ، إلا أن أبو السلاسل كان يتحرك بخفة.
أنهك الركض راشد فوقع على الأرض وأبو السلاسل يركض باتجاهه هائجاً وفي عيونه يتطاير شرر الشيطان ، فأمسك راشد ورفعه لفوق وضربه على جدار وصرخ راشد: " يالله خلصني من هذا الشيطان، الحقوني يا أهل الحارة "، ولكن يسمعه أحد وأخذه أبو السلاسل وربطه في شجرة سدر وضربه بالسلاسل وخسف وجهه وكان راشد يصرخ ويبكي وينزف دماً .
ومع بزوغ الصباح وفيما كان البحارة في طريقهم صوب البحر رأوا راشد وهو معلق بالسلاسل عند شجرة السدر الكبيرة التي تتوسط الحارة وكان يغرق بدمه. وعلا صريخ الناس عندما رأوا السلاسل وقالوا: " هذه سلاسل الشيطان أبو السلاسل ، هو الذي قتل راشد وخسفه ".
وركض الجد صوب جثة حفيده (راشد) ورآه ، فقال وهو يذرف الدموع بحرقة وتحسر: " آه يا بني .. أخبرتك البارحة ، نصحتك بأن لا تخرج إلى البحر ، الريح أتت بالشياطين والجن معها ، لكنك لم تنصت لكلامي ، ليتك سمعتني ولم تغتر بنفسك ".
وبعد الحادثة صار البحارة يخافوا من أبو السلاسل ولا يخرجوا إلى البحر إلا بعد تأكدهم من سكون الرياح أو أمواج البحر .
2- تقول إحدى السيدات بينما كنت في بيتنا المبني من جريد النخل داخل عريش صغير يقبع في فناء ذلك البيت، في وقت الظهيرة، محاولة تنويم أحد أبنائي، الذي يرفض النوم، جاءتني فكرة إخافته بـ (بو السلاسل)، فقلت له :" ارقد عن ... ياكلك بوالسلاسل "، وما أن أنهيت جملتي حتى سمعت صوتاً يشبه الزئير وقرقعة السلاسل خلف سور البيت المبني من الجريد، وكاد قلبي يخرج من صدري من شدة الخوف والفزع، فأخذت أتضرع إلى الله أن يحميني من هذا القادم المقيت، وتلوت ما أتذكره من آيات قرآنية وأدعية وأكثرت من الاستعاذة من الشياطين، كما أكثرت من البسملة بسم الله الرحمن الرحيم، حتى اختفى، وأقسمت ألا أذكر العبد المزنجل بعد ذلك أبداً .
3- راوٍي آخر يقول : " بو السلاسل لا ينجو منه إلا من يعرف حيله و رغباته، فهو غير مؤذ إلا للجاهلين ، أعني الذين يجهلون أسلوبه، فأحد أقاربي ظهر له بوالسلاسل ذات يوم في أحد الأزقة واعترض طريقه فمد رجله وسط الزقاق لعرقلة سيره، فما كان من قريبي إلا أن قفز من فوق رجله وولى هارباً، وما أن دخل الزقاق الثاني حتى وجد (المصنقل)أمامه مرة أخرى فقفز من فوق رجله مرة أخرى، وهكذا حتى أعياه التعب، لكن في المرة الأخيرة وجده وهو يمد رجله من جديد فلم يقفز من فوقها بل زحف من تحتها فاختفى العبد المزنجل وارتاح من رعبه في ذلك اليوم ".
4- وتروى حكاية عن بحار خرج بعد منتصف الليل قاصداً مركبه في البحر وهو في طريقه الى هناك سمع صوتاً غريباً في إحدى الخرائب وبينما هو هناك رأى ضباباً كثيفا خيم على المكان ما لبث ان انقشع وخرج له العبد المزنجل بشكل لم يتصوره ابداً ، فهجم عليه محاولاً قتله فطرحه ارضاً وجثم على صدره محاولاً خنقه بيديه ، لكن سرعة بديهة الرجل جعلته يقرأ آية الكرسي فاختفى (العبد المزنجل ) ورجع الرجل يحكي للناس ما رآه والأهوال التي لم يكن يتخيل له أنه سيراها ، وقيل أن الجراح والكدمات التي في جسده لم ير احدا مثلها ابداً .
ويتبين من معظم الحكايات التي تروى عن أبو السلاسل أن ظهوره في وضح النهار لا ينجم عنه مخاطر جسيمة تذكر بينما غالباً ما ينتهي ظهوره في الليل بنهايات مأساوية أو دموية .
كتاب "خراريف "
تناول الباحث والكاتب الإماراتي عبد العزيز المسلم الخالدي مدير ادارة التراث بدائرة الثقافة والاعلام في مدينة الشارقة شخصية (ابو السلاسل) على أنه شخصية خرافية في أحد كتبه الذي حمل عنوان "خراريف" وهو جمع لكلمة "خروفة" في اللهجة المحكية في الإمارات العربية المتحدة والتي تعني "خرافة" حيث تناول أيضاً عدداً من الكائنات الخرافية الأخرى التي كانت حاضرة وما تزال في الذاكرة الشعبية وما أحاط بها من حكايات وسبب ظهورها و دورها في المجتمع من حيث صون العادات والأخلاق أو لدرء المخاطر التي تهدد السلامة ،
وتضمن الكتاب مجموعة من هذه الكائنات يصل عددها إلى عشرين، وهي على التوالي: أم الصبيان، بو سلاسل، بابا درياه، أم الهيلان، أم كربه وليفة، بعير بلا راس، بعير بو خريطه، بو راس، جني الرقاص، حمارة القايله، خطاف رفاي، روعان، سويدا خصف، شنق بن عنق، عثيون، غريب، النغامة، الضبعة، فتروح ''غفريت'' القرم، أم الدويس ، ويعتقد المؤلف أن شخصية بو السلاسل قد تكون من نسج الخيال المحلي الإماراتي، لكنها على علاقة وثيقة بالإبداع الشعبي ضمن أدب العامَّة.
ويحدد الكاتب تعريفاً لـ (الخروفة ) فيقول :" الخرّوفة في هيئتها العامة تدخلُ ضمن أقسام الأدب الشعبي تحت باب الحكايات الخرافية، أما في صفتها الخاصة ومضمونها فإنها تأتي ضمن باب المعتقدات الشعبية وصيانة التقاليد ، فلكل انحراف خلقي أو انحلال اجتماعي كان هناك كائن خرافي مخيف مهمته ردع من تجرَّأ على تجاوز الحدود " ، ويذكر الكاتب أيضاً كلمة 'الخريريفة' وهي حكاية مغناة تقال لمن بلغوا الثانية من العمر وأكثر .
ويقول الكاتب : " خراريف هي صوت من الماضي ، قصص خرافية كانت منتشرة في مجتمع الإمارات القديم وكانت لها دوافع اجتماعية وتربوية ".
برنامج تلفزيوني
في شهر نوفمبر من عام 2002 قدم تلفزيون الشارقة برنامج "خراريف" خلال شهر رمضان وكانت تبث حلقاته أسبوعياً وهو من اعداد وتقديم عبد العزيز المسلم الخالدي مؤلف الكتاب أعلاه، ووصف البرنامج بأنه : " برنامج تراثي يرصد اشهر الشخصيات الاسطورية والكائنات الخرافية التي كسرت حاجز الحكايات الشعبية وخرجت الى الواقع الانساني لتعيش مع الناس، وهي بذلك اصبحت جزءاً لا يتجزأ من المعتقد والموروث الشعبي كما ان البرنامج يجسد هذه الاساطير باسلوب درامي يناسب الزمان والمكان لهذه الاساطير "
برنامج "خراريف " من إخراج عبدالرحمن ابوبكر. وخصصت كل حلقة منه لتناول أحد الشخصيات الـ 13 كان من بينها العديد من الشخصيات الخرافية الموجودة بالامارات التي غلب عليها طابع المدينة الحضارية اكثر ، كما يقدم البرنامج معلومة عن الخرافات اصلاً كعلم والتي تأتي بعد الاساطير.
تجربة واقعية
ربما يمتد تأثير أسطورة "أبو السلاسل" ليطال الذاكرة الشعبية في منطقة بعيدة نسبياً عن مناطق الخليج العربي وهذا ما نجده في تجربة أرسلها أحمد بحاوي إلى موقع ما وراء الطبيعة وهو يسكن في منطقة جازان وبالتحديد محافظة العارضة في المملكة العربية السعودية :
" كنت آنذاك بعمر 12 سنة ففي ليلة من الليالي الممطرة وبعد توقف المطر ساد الجو هدوء غريب وفجأة في آخر الليل شعرت برغبة ملحة للخروج من المنزل فتسللت أمام أهلي الذين كانوا نياماً حوالي الساعة 2:00 ودخلت الى مقبرة قديمة وقريبة جداً من منزلنا الشعبي الصغير حيث كانت محاطة بسور ولها باب حديدي وكان مفتوحاً ، دخلت دون شعور إلى أن وصلت الى أحد أركان المقبرة وجلست هناك لوحدي لمدة تصل الى حوالي ساعة والهدف هو للبحث عن أي شي أصنع منه لعبة من العلب فارغة أو أي شيء لأن الجيران حينها كانوا يقومون برمي مستهلكاتهم هناك .
وبقيت إلى أن سمعت صوت والدتي تنادي علي من المنزل ولم تكن تعلم بمكاني فعدت مسرعاً ، واعتدت بعدها على الخروج المتكرر من المنزل الى اصحابي وكنت أتأخر فأنال نصيبي من الضرب المبرح من أبي ، ومع ذلك استمريت بالخروج وكان الهدف من ذلك أن اسمع القصص المخيفة مع اصدقائي، وفي روى احد اصدقائي قصة عن شي اسمه "ابو السلاسل" وانه يقوم بجر السلال وانه يسكن بالقرب من منزلنا وقد سمعت أقارب ايضاً يذكرونه بكثرة وانه يقوم بإيذاء جار لنا بأن يحمله ليلاً الى مقبرة اخرى بعيدة وقد سمعت القصة منه شخصياً اكثر من مرة .
وفي تلك الليلة احسست بشي بخوف غريب فعلاً لاسيما ان القرية حينها تكون مظلمة مخيفة جداً نظرا لعدم توفر كهرباء آنذاك وكنت امشي وأحس بقلق إلا أنني اقتربت من باب منزلنا الواقع غرباً باتجاه المقبرة حيث والله انني سمعت صوت يشبه جر السلاسل كان قادماً من الخلف لكن من الجهه الشرقية فرجعت للتأكد من الصوت الا أنني لم أشاهد شيئاً نظراً لأنني لم اخرج رأسي من جهة السور وبسرعة فائقة جريت إلى باب المنزل حيث وجدته مفتوحاً ولله الحمد (في العادة اجده مقفلاً) وليس هناك موقع اخر للهرب باتجاه بيت الجيران كونهم كانوا يقفلون ابوابهم باحكام خوفاً من السرقة وبعد دخولي إلى غرفة والدتي (بعد ان اقفلت الباب الخارجي وباب غرفت والدتي) سمعت صوت ضربة قوية جداً كالمطرقة على الباب الخارجي الحديدي كما سمعت صوت نباح كلب جارنا مرتين او ثلاث وبعدها اختفى صوت نباحه فجأه وكأن شيئاً خنقه بقوة وفي الصباح واثناء خروجي للمدرسة وجدت (واقسم بالله)الكلب ميتاً على الارض بالقرب من باب المنزل وبه أثر جروح على البطن كأنها سكاكين أو آثار مخالب كبيرة تزيد عن 5 ، في الواقع خفت جداً وبعدها لم أعد أخرج في الليل ".
تجربة واقعية
ربما يمتد تأثير أسطورة "أبو السلاسل" ليطال الذاكرة الشعبية في منطقة بعيدة نسبياً عن مناطق الخليج العربي وهذا ما نجده في تجربة أرسلها أحمد بحاوي إلى موقع ما وراء الطبيعة وهو يسكن في منطقة جازان وبالتحديد محافظة العارضة في المملكة العربية السعودية :
" كنت آنذاك بعمر 12 سنة ففي ليلة من الليالي الممطرة وبعد توقف المطر ساد الجو هدوء غريب وفجأة في آخر الليل شعرت برغبة ملحة للخروج من المنزل فتسللت أمام أهلي الذين كانوا نياماً حوالي الساعة 2:00 ودخلت الى مقبرة قديمة وقريبة جداً من منزلنا الشعبي الصغير حيث كانت محاطة بسور ولها باب حديدي وكان مفتوحاً ، دخلت دون شعور إلى أن وصلت الى أحد أركان المقبرة وجلست هناك لوحدي لمدة تصل الى حوالي ساعة والهدف هو للبحث عن أي شي أصنع منه لعبة من العلب فارغة أو أي شيء لأن الجيران حينها كانوا يقومون برمي مستهلكاتهم هناك .
وبقيت إلى أن سمعت صوت والدتي تنادي علي من المنزل ولم تكن تعلم بمكاني فعدت مسرعاً ، واعتدت بعدها على الخروج المتكرر من المنزل الى اصحابي وكنت أتأخر فأنال نصيبي من الضرب المبرح من أبي ، ومع ذلك استمريت بالخروج وكان الهدف من ذلك أن اسمع القصص المخيفة مع اصدقائي، وفي روى احد اصدقائي قصة عن شي اسمه "ابو السلاسل" وانه يقوم بجر السلال وانه يسكن بالقرب من منزلنا وقد سمعت أقارب ايضاً يذكرونه بكثرة وانه يقوم بإيذاء جار لنا بأن يحمله ليلاً الى مقبرة اخرى بعيدة وقد سمعت القصة منه شخصياً اكثر من مرة .
وفي تلك الليلة احسست بشي بخوف غريب فعلاً لاسيما ان القرية حينها تكون مظلمة مخيفة جداً نظرا لعدم توفر كهرباء آنذاك وكنت امشي وأحس بقلق إلا أنني اقتربت من باب منزلنا الواقع غرباً باتجاه المقبرة حيث والله انني سمعت صوت يشبه جر السلاسل كان قادماً من الخلف لكن من الجهه الشرقية فرجعت للتأكد من الصوت الا أنني لم أشاهد شيئاً نظراً لأنني لم اخرج رأسي من جهة السور وبسرعة فائقة جريت إلى باب المنزل حيث وجدته مفتوحاً ولله الحمد (في العادة اجده مقفلاً) وليس هناك موقع اخر للهرب باتجاه بيت الجيران كونهم كانوا يقفلون ابوابهم باحكام خوفاً من السرقة وبعد دخولي إلى غرفة والدتي (بعد ان اقفلت الباب الخارجي وباب غرفت والدتي) سمعت صوت ضربة قوية جداً كالمطرقة على الباب الخارجي الحديدي كما سمعت صوت نباح كلب جارنا مرتين او ثلاث وبعدها اختفى صوت نباحه فجأه وكأن شيئاً خنقه بقوة وفي الصباح واثناء خروجي للمدرسة وجدت (واقسم بالله)الكلب ميتاً على الارض بالقرب من باب المنزل وبه أثر جروح على البطن كأنها سكاكين أو آثار مخالب كبيرة تزيد عن 5 ، في الواقع خفت جداً وبعدها لم أعد أخرج في الليل ".
يرويها أحمد بحاوي (37 سنة) - السعودية
وأخيراً ... ربما نشأت فكرة أبو السلاسل في قصص التراث الشعبي عن صوت الخشخشة الذي يصدر عن تكسر أمواج البحر التي تضرب الشاطئ والذي يشبه صوت احتكاك حلقات السلاسل ببعضها فاتخذ ذلك وسيلة لتخويف الاطفال من الخروج في الليل توخياً لسلامتهم (مخاطر الخطف أو الأذى من الحيوانات المفترسة) ، لكن من يدري لعل شبح أبو السلاسل حقيقة أو على الأقل له أصل على أرض الواقع ؟!
المصادر
- جريدة الإتحاد الإماراتية
- موقع عبد العزيز المسلم الخالدي
- مجموعة من المنتديات
إقرأ أيضاً ...
- أم الدويس : الإغواء القاتل - قرية مغربية تعيش أسطورة بغلة القبور
14 تعليقات:
صدى الذكرى
يقول...السلام عليكم ورحمة الله
موضوع جميل جداً ، لكن يشوبه الكثير من الغرابة اعتقد ان قصة راشد ان كانت حقيقية فموته نتيجة جريمة قتل ، والقاتل وضع السلاسل ليوهم الناس السذج ان من من قتل راشد هو العبد المزنجل او ابو السلاسل ، والله اعلم لكن استغرب من تشبيهك يااخ كمال صوت السلاسل بصوت الامواج المتكسره فشتان بين الصوتين ،
نحن لدينا في الكويت اسطورة ( حمارة القايلة ) اي القيلولة باللغه العربية ، وكثيراً مايخوفونا اهالينا في وقت القيلولة بحمارة القايلة تحت لانخرج من المنزل ، وهي طبعاً اسطورة لاصحة لها ،
والكبار يعرفون انها كذبة اخترعوها للتخويف
03/05/2012، 9:14:00 ص
بصراحة انا مانمت الليل امس خفت كثير هذا الكائن كان السادة الصوفية-رضى الله عنهم-عندنا يحبسونه ببعض القراءات والاذكار وليس بالعزائم ..مشهور جدا في عمان-شرق حنوب جزيرة العرب-
03/05/2012، 12:19:00 م
هذاالكائن مشهور عندنا في عمان بس ما اعرف اش يسمونه عندنا في الجنوب كانوا السيبان وخاصة الصوفية يحبسونه
03/05/2012، 12:21:00 م
الأخت صدى الذكرى
حاولي أن تحملي بيدك مجموعة من السلاسل المعدنية (وليس سلسلة واحدة) وتحكيها ببعضها سيصدر عنها ضوت خشخشة ، وصوت زبد البحر وهو على الشاطئ هو صوت قريب لهذا الصوت وليس بعيداً عنه.
وبالنسبة لتسبب شخص بشري في مقتل راشد فهذا أمر غير مستبعد بل مرجح، وربما استفاد هذا القاتل من تأثير الأسطورة على الناس فوجهوا التهمة إلى كائن خرافي أو اسطوري ولاذ القاتل بفعلته.
03/05/2012، 1:02:00 م
رائع استاذ كمال غزال
بالتوفيق
03/05/2012، 2:10:00 م
غير معرف
يقول...موضوع رائع ومشويق
المخلصة jojo
03/05/2012، 3:04:00 م
زهراء
يقول...موضوع شيق وغريب بنفس الوقت عندنا بالجزائر تظهر إمراه غريبة الشكل إسمها *ترقو* بتغليظ القاف
04/05/2012، 3:38:00 م
قصص غريبة فعلاً .. ومافائدتها
06/05/2012، 11:55:00 ص
غير معرف
يقول...سبحان الله
10/05/2012، 6:03:00 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع وعلى هذ الموضوع بالذات.
شخصية العبد المزنجل أو المزنيل حيث تقلب الجيم ياءً في بعض كلمات لهجات أهل الخليج أو العبد المسلسل أو العبد المصنقل أو كما يسمى أيضاً أبو السلاسل أو أبو الصناقل و أبو الزناجيل هذه الشخصية برأيي شخصية رمزية بدرجة كبيرة وتحتوي على رموز معينة.
هناك ألفاظ مترادفة عديدة للسلاسل باللهجات المحلية في الخليج منها الصناقل ومفردها صنقل وأيضاً زناجيل أو زنجيل وهي كلمة محرفة عن اللغة الفارسية من (زنجير) وتأتي في الفارسية بمعنى السلاسل.
كما قلت هذه الشخصية رمزية وسلاسله ترمز للعبودية , في الماضي كانت تنتشر حالات خطف الأطفال وبيعهم كعبيد , لذا ظهرت قصة مثل هذه الشخصية كوسيلة تخويف للأولاد لكي لا يفكروا بالخروج لأماكن بعيدة ومهجورة وفي أوقات الظهيرة مثلاً خارج مناطق سكناهم لكي لا يتعرضوا للإختطاف و يتم بيعهم كعبيد , حيث أنه ذكر في المقالة أن المزنجل قد يظهر بكل الأوقات سواء بالليل أو بالنهار وفي هذا تنبيه للأولاد خاصة في وقت قد يغفل عنه آباؤهم بالنهار مثلاً في أوقات الصلوات فربما قد لا ينتبه الآباء لأولادهم وقد يخرج الولد بعد يغفل عنه أهله لبرهة فيتفاجؤون بعد ذلك بإختفائه أو إختطافه.
والسلسلة أيضاً رمز لأنه كان ما يستخدمه بعض النخاسين لتقييد عبيدهم وكان صوت ارتطام حلقات السلاسل تعطي رمزية للعبودية وصورة سلبية عنها ربما تجعل الكثير يكره سماع هكذا صوت.
وأيضاً ظهرت مثل هذه الشخصية في البيئة الساحلية لنفس السبب السابق حيث كانت توجد حالات الإختطاف وبالإضافة لذلك هي أيضاً محاولة ثني الكثير من الشباب الجريء عن خوض غمار البحر خاصة الذين كانوا يتحمسون لدخول البحر والغوص فيه ويخاطرون بأرواحهم فيه خاصة بأوقات العواصف والرياح , وأيضاً لبث الرعب في قلوب الكثير من الأشخاص الذين يحاولون سرقة المراكب أو إعطابها أو حرقها بالليل مهما كانت دوافعهم سواء كانت إنتقامية أو لمجرد اللصوصية فكان التخويف بأن العبد المزنجل قد يظهر فجأة على الشاطئ وقد يتسبب بمقتل من تراوده فكرة سرقة المراكب فكانت مثل هذه القصة بمثابة رادع لبعض من يفكر بأعمال سيئة .
10/05/2012، 10:07:00 ص
غير معرف
يقول...وين القي حلقات المسلسل
11/05/2012، 2:52:00 ص
للأسف لن تعثر على حلقات المسلسل,
هذا المسلسل شاعدته سنة 2002 وهو رائع جداً وهو من إنتاج تلفزيون الشارقة.
قبل مدة لاحظت وجود قناة باليوتيوب لتلفزيون الشارقة فخطرت في بالي فكرة ارسال رسالة
لعرض المسلسل على اليوتيوب ماداموا يملكون حقوقه وإنتاجه ولكن للأسف لم أحصل على رد
منهم .
البرنامج عرض مرة خلال رمضان سنة 2002 ومن ثم تمت إعادته مرة واحدة ولم عقبها لم
أشاهد أي إعادة له على قناة الشارقة ولا أدري إذا ما قام تلفزيون الشارقة ببيع حقوق عرضه
على قنوات أخرى .
11/05/2012، 7:32:00 م
غير معرف
يقول...غريبة حقاً !
كنت أظن بأن أسطورة "أبو السلاسل" موجودة فقط في الجزء التهامي من جنوب المملكة العربية السعودية (منطقة جازان وجزء من منطقة عسير).!! لم أكن أعلم أنها لا أمتداد في الخليج العربي في الشرق. مع ان الثقافة الحضارية بشكلها الخاص تختلف من لهجة وأساطير وحتى الأسماء بشكل عام.. كنت أسمع عن أبو السلاسل كثيراً من كبار السن وأنه يترصد لمن يضيع أو من يسافر ليلاً في القفار أو كما نسميها عندنا "الخبوت".. وكنت مجرد قصة لتخويف الأطفال قديماً لئلا يلعبوا ليلاً بحكم عدم الأمان وكثرة الحيوانات الجارحة قديماً. ولكن تفأجئت بقصة من شخص جلست معه، حيث كان يمنياً يقيم بطريقة مجهولة (غير نظامية) بما أن منطقة جازان منطقة حدودية مع الجمهورية اليمنية. فكان شأن المجهولون بأن يعبرون الحدود ليلاً للسعودية هرباً من من مراكز ودوريات حرس الحدود السعوي ونقاط تفتيش الشرطة. فكان صاحبي مسافرا ليلا حتى وصل مزرعة بعيدة عن العمران بوسط منطقة جازان، وكان له هناك معارف. فبعد أن أكرموه وعشوه. استحى أن يبيت معهم في في تلك الغرفة الصغيرة الضيقة لأنهم كانوا كثر وأخذ قطعة من الكرتون وذهب إلى مكان مرتفع في المزرعة ووضع الكرتون ونام. يقول قمت أسمع صوت مثل صوت سلسلة تسحب في الأرض ولكن لم ألقى لها بالاً ورجعت ونمت مرة أخرى وبعدها بقليل قمت وأسمع الصوت يزداد حدة وقرباً وخفت ونظرت ناحية الصوت ووجدت ما يشبه كائل كبير أو طويل اسود بالكامل يمشي وكما يبدو فأن قدميه مسلسلة بسلسلة واخر السلسلة كما يبدو حجر أو كرة معدنية كبيرة وكان يتجه ناحيتي. فخفت وقمت بسرعة ناحية الغرفة حيث ينام أصحابي. واخذت أراقب من بعيد هذه الكائن الظلامي وهو يمشي حتى وصل محل نومي وققف لبرهة ومن ثم عاد من حيث أتى. ولم أنم حتى طلح الصباح ولم اخبر اصحابي لكيلا اخيفهم. أنتهى !
أنا فكرت في إحتمالين.
الأولى بأنه أبو سلاسل، الأسطورة الشعبية لدينا. مع العلم بأن صاحبي لم يسمه بذلك ولكن أطلق عليه مسمى الجني.
الثانية، بإحدى إحدى الجن الذين سجنهم سليمان النبي. حيث منطقة جازان مشهورة بكثرة قصص الجن فيها ولو بحثت في تاريخها فيقال عنها بإن كانت سجن الجن الذي كان يسجن سليمان فيها من عصاه من الجن..
28/06/2012، 3:31:00 م
غير معرف
يقول...قصة العبد المنزجل حقيقة و قد يضحك البعض من ما ساقول ولكن جدتي رحمها الله و والدتي اطال الله بعمرها واخواتي كن صغيرات واجهن موقف مع هذا المخلوق اللي تسمونه اسطوري ، فلقد كان أبي رحمه الله قد سافر لتأدية فريضة الحج، حدثت هذه القصة في الستينات، كانت جدتي تبيت في بيتنا مع والدتي و اخواتي اللاتي يكبرنني بما يزيد عن 16 سنة و كن صغيرات لا يتعدى عمر الكبرى الخمس أو الست سنوات، تقول جدتي رحمها الله و والدتي ايضا، بأن تلك الليالي كانت هادئة و ساكنه، و كانوا يسمعون أنذاك بأن العبد المزنجل يحوم في المنطقة ( الفريج ) وقد قيل للجميع أن يلتزموا منازلهم في الليل مهما كانت المواقف ، كانت جدتي ووالدتي تشتكيان من سماعهما لأصوات غريبة ليلا و كأن احدهم يعمل ببناء بيت اضافي خلف البيت و تصحى هي و والدتي في الصباح لترى بأنه لايوجد شيء سوا حائط المنزل و الحمار (وانتوا بكرامة) المربوط، فقالت جدتي لإحداهن عن ما تعانيه، فقالت لها ،، خذي هذه الاعشاب ( حروق طبعا - لبان الذكر والشبة و كل ما يحرق لطرد الشيطان لانه الشياطين يكرهون هذه الروائح مع بعضها ) و جدتي تقول بأنها سمعت النصيحة بدون تردد على أمل أختفاء هذه الاصوات الغريبة، و مع اذان المغرب احرقت جدتي رحمها الله ما اعطتها صديقتها ظنا منها بأن الشياطين سيهربون حالما يشمون هذه الروائح، و نام الجميع بعد صلاة العشاء لم تكن تعلم بأن الأمر ليس بهذه السهولة، فطردها لهم يجب أن يكون بالقرآن ايضا و لكن هذه الروائح تهيجها و تطردها بطريقة قد تؤذي أي كان، و ماحدث في تلك الليله لم تستطع جدتي ووالدتي أن ينسياه، وروت لنا القصة مرات و مرات و مرات، ففي تلك الليلة و بعد انتصاف الليل استيقظت اختي لتقول لوالدتي بأنها تريد الذهاب إلى الحمام ( و انتوا بكرامة ) و كان الظلام انذاك حالك و المصباح ( الفنر ) انطفأ و سمعت جدتي صوت همهمتهم و استيقظت، و عندما كانت والدتي هامة بأخذ اختي للخارج لقضاء الحاجة، حتى استوقفتها جدتي وقالت لها (( اسمعي هذا الصوت ))، كانت والدتي تسمع الصوت و تعلم بأنه صوت ( الحمار وانتوا بكرامه ) الذي يجر العربة ، فقالت لجدتي ، أمي هذا صوت الحمار لربما يحاول الهرب، فقالت ولم يحاول الحمار الهرب، فقالت امي لا أعلم ولكن اطمئني لانه مربوط بشكل جيد، و بعدها سمعت صوت رياح قوية، و النافذه تهتز ( الدريشة ) و نهيق الحمار و بحوافره كأنه يسحب العربة بكل تعب، فتحت جدتي باب الحجرة لتصدم هي و والدتي بأن الجو كان ساكن و مازال صوت الرياح يضرب النافذه وصوت حوافر الحمار و نهيق الحمار نفسه و كأنه يتنفس و يبذل مجهود، و عندما سمعتا صوت جر العربة بسلاسل فكرتا بأن أحد يحاول سرقة الحمار و يقوم بتخوفيهن حتى يسرق الحمار و يذهب و لكن الاصوات تزداد و الهجوم على النافذه صار أقوى و نهيق الحمار يعلو وصوت الحوافر يزيد، ففكرن وهن لا يصدق الذي يحدث ففكرتا بالحل الوحيد فالله وحده يعلم ، أغلقتا الباب و جعلن يقرأن ما يحفظن من القرآن، حتى اختفى الصوت كليا، لكن من خوفهما لم يستطعن الخروج، و بقين حتى بزوغ الشمس لايروا بأن الحمار ما زال يقبع في مكانه و لا أثر لتحركه من مكانه، و عندما قصصن ما حدث لهن قيل لهم إنه العبد المزنجل و احمدن الله لبقائكن احياء، و قالت لهن احداهن بأن من الافضل لجدتي الاستمرار بحرق اللبان و الحروق الاخرى و قراءة القرآن ، حتى يذهب لربما كان محبوس في مكان ما هناك، و قلن لأمي و جدتي لن يهذب بهذه السهولة الا بهذه الطريقة، وفعلا استمرت بالحرق و قراءة القرآن حتى تضمنا اختفاء الصوت، فاستمر الحال لثلاثة ايام و اختفى الصوت الى ما لا نهاية.....
18/10/2012، 5:21:00 م
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .