15 أبريل 2025

Textual description of firstImageUrl

عائلة جاميسون: الرحلة الأخيرة إلى العدم

إعداد : كمال غزال

في خريف عام 2009، وعلى أطراف ولاية أوكلاهوما الأمريكية، وقعت واحدة من أكثر حوادث الاختفاء غموضًا في التاريخ المعاصر. إنها قصة عائلة جاميسون، التي انطلقت في رحلة قصيرة للبحث عن أرض نائية، لكنها لم تعد منها أبدًا... وكأنها ابتُلعت بين ظلال الغابة والغياب.

بداية الغموض
في صباح 8 أكتوبر 2009، غادرت عائلة جاميسون منزلها الكائن في مدينة "إيوفا"، تتكون العائلة من بوبي ديل جاميسون (44 عاماً) ، زوجته شيريلين (40 عاماً) وابنتهما ماديسون (6 سنوات)

كانوا يخططون لشراء قطعة أرض تقع في منطقة جبلية اسمها "ريد أوك"، للهروب من صخب الحياة والبدء من جديد في منزل متنقل وسط الطبيعة.

لكن تلك الطبيعة لم تكن رحيمة.

شاحنة الأشباح
بعد ثمانية أيام من اختفائهم، عُثر على شاحنة العائلة البيضاء متروكة في طريق ترابي وعر. ما وُجد بداخلها كان صادماً :

الكلب "مايزي" ما زال حيًا لكنه على وشك الموت من الجوع ، هواتف العائلة المحمولة، المحافظ، بطاقات الهوية ، جهاز تحديد المواقع GPS ، مبلغ نقدي ضخم يقدر بـ 32,000 دولار داخل ظرف، دون تفسير منطقي لسبب حملهم هذا المال ، أدوية بوبي، التي لا يمكنه الاستغناء عنها.

لكن العائلة نفسها... لم تكن هناك !

كاميرا المراقبة: رقصات صامتة قبل الغياب
الأكثر رعباً في القصة هو الفيديو الذي التقطته كاميرا المراقبة عند منزلهم قبل مغادرتهم بساعات. أظهر المقطع بوبي وشيريلين يترددان مراراً بين المنزل والشاحنة، يحملان أغراضاً ويضعانها دون أي تواصل لفظي، بعينين خاليتين من الانفعال.

كأنهما تحت تأثير منوّم، أو محكومان بقوة خفية.

أين كانت الطفلة ماديسون أثناء ذلك ؟ لماذا لم يتحدثا ؟ ولماذا بدت خطواتهما وكأنها تتبع نمطاً قسرياً لا إرادياً ؟

ظلال ماورائية تحوم
كانت حياة عائلة جاميسون نفسها تحمل بصمات غامضة:

- أخبرت شيريلين أحد أصدقائها أنها كانت ترى "أرواحاً تتجول في المنزل".

- قس محلي قال إن بوبي تحدث عن شيطان يسكن منزله وكان يقرأ كتبًا تتعلق بطرد الأرواح.

- عُثر في ممتلكاتهم على كتابات غريبة ورسائل تتحدث عن "صراعات داخلية مع كيانات غير مرئية".

- كان بوبي يحتفظ برسومات تشبه رموزاً سحرية، وقيل إنه كتب بعض العبارات الغامضة على حاوية التخزين الخاصة به.

العثور على الرفات... لا إجابات
في نوفمبر 2013، وبعد أربع سنوات من البحث، تم اكتشاف رفات ثلاثة أشخاص في منطقة وعرة تبعد نحو 5 كيلومترات فقط عن مكان العثور على الشاحنة.

تم تأكيد أن هذه الرفات تعود لبوبي، شيريلين، وماديسون ، لكن الطب الشرعي لم يتمكن من تحديد سبب الوفاة، بسبب تحلل الجثث الشديد ، لم تكن هناك طلقات نارية واضحة، أو علامات جروح قاتلة. لا سلاح، لا آثار دماء، لا أدلة على شجار ، كأنهم جلسوا هناك… وماتوا.

نظريات تحاول فك اللغز 

1- الاضطرابات النفسية والماورائيات
تحدث الجيران عن تغيرات سلوكية غريبة لدى العائلة. شيريلين كانت تعاني الاكتئاب، وبوبي أصبح منعزلاً. البعض قال إنهم دخلوا في طقوس روحية، وربما انتحروا جماعيًا أو ضلوا طريقهم بسبب "كيانات غيبية" كما كانوا يعتقدون.

2-  مشاكل عائلية وقضائية
بوبي كان في نزاع مرير مع والده حول إرث وأعمال تجارية، وصل إلى التهديدات القانونية. فُرضت نظريات عن احتمال وجود جريمة انتقام، لكن الشرطة لم تجد دليلًا مباشرًا.

3-  المال المشبوه
وجود مبلغ 32,000 دولار أثار شكوكًا حول تورطهم في عمليات مشبوهة، وربما قتلوا بسبب صفقة فاشلة، لكن التحقيقات لم تُظهر علاقات بالعالم الإجرامي.

4- الانتحار أو الوفاة الطبيعية
أشارت رسالة وُجدت في المنزل إلى توتر شديد بين الزوجين. لكن حتى لو فرضنا حدوث انتحار، لا يُفسّر وجودهم في تلك المنطقة دون أدوات، ولا يفسّر كيف ماتت الطفلة معهم.

لا تزال قضية عائلة جاميسون حتى اليوم مفتوحة. ملف بلا نهاية، بلا شهود، بلا قاتل… بلا نجاة.

هل كان ما حدث نتيجة لانهيار نفسي ؟  أم أن هناك قوة في تلك الجبال لا تُرى بالعين، لكن آثارها تُحفر في الذاكرة إلى الأبد ؟

إنها ليست مجرد جريمة غامضة.

إنها انعكاس لما يحدث عندما يتقاطع الواقع مع الغيب، وتُفتح نافذة صغيرة على عوالم لا نملك لها تفسيراً… سوى الصمت.


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ