أسطورة "عيون الجن" في جبل السودة

إعداد : كمال غزال

في أعالي جبال السودة، التي تُعد أعلى قمة في المملكة العربية السعودية بارتفاع يصل إلى 3,015 متراً، تتوارى أسطورة محلية تُعرف باسم "عيون الجن". 

تحكي هذه الأسطورة عن ينابيع ماء غامضة تظهر وتختفي في أماكن غير متوقعة، خاصة خلال الليل أو في أوقات الضباب الكثيف. يُعتقد أن هذه الينابيع ليست طبيعية، بل هي بوابات إلى عالم الجن، تظهر للغرباء كأنها ينابيع ماء، لكنها في الحقيقة أفخاخ. من يلمسها أو ينظر فيها مطولًا، يُقال إنه يسمع أصواتًا غريبة ويشعر وكأنه يُسحب إلى الأسفل.​

تجارب واقعية

رغم أن هذه القصص تُنقل شفهيًا عبر الأجيال، إلا أن هناك روايات عن أشخاص اختفوا في الجبل ولم يُعثر عليهم إلا بعد أيام، وهم في حالة ذهول أو فقدان للذاكرة. تُعزز هذه الحكايات من غموض المنطقة وتُبقي الأسطورة حية في أذهان السكان المحليين.​

سبب انتشار الأسطورة

الطبيعة الغامضة للمنطقة، وكثرة القصص التي تتناقلها الأجيال شفهيًا.​ وجود اختفاءات حقيقية أو حالات ضياع في الجبال تم تفسيرها بطريقة أسطورية.​ ارتباط الثقافة العربية منذ القدم بفكرة الجن كمكون من مكونات اللامرئي والمخيف.​

لماذا جبل السودة تحديداً ؟ 

جبل السودة ليس مجرد موقع أسطوري، بل هو وجهة سياحية شهيرة في منطقة عسير، يُعرف بجمال طبيعته وكثافة غاباته، مما يجعله مقصدًا للتخييم والمغامرة. ومع ذلك، تظل الأساطير والقصص الغامضة جزءًا من تراثه الثقافي، ترويها الرياح الباردة حين يسكن كل شيء.​

فرضيات التفسير

1- الفرضية الجيولوجية

قد تكون "عيون الجن" عبارة عن تصدعات أرضية صغيرة يتجمع فيها الماء بشكل مؤقت بسبب طبيعة الصخور الكلسية في جبال السودة، مما يفسر ظهورها واختفائها.

2- الفرضية النفسية

الضباب الكثيف، وهدوء الليل، وأصوات الطبيعة قد توهم الناس بوجود أصوات أو ظواهر خارقة، خاصة مع الاستعداد النفسي لدى البعض لتصديق الأمور الغامضة.

3- الفرضية الاجتماعية

ربما استُخدمت هذه الأسطورة قديماً كوسيلة لتحذير الأطفال والرعاة من الاقتراب من أماكن خطرة في الجبال، أو من الينابيع غير الصالحة للشرب.

 4- الفرضية الماورائية (تدخل الجن)

وفقًا للتفسيرات الروحانية، فإن "عيون الجن" قد تكون فعلاً نقاط التقاء بين عالم البشر وعالم الجن، تُفتح في ظروف معينة – كالهدوء التام أو وجود طاقة كونية خاصة.

بعض الباحثين في علوم الباراسيكولوجي يعتقدون أن أماكن مثل جبل السودة تتمتع بطاقة مغناطيسية غريبة تجعلها نقطة جذب للكائنات غير المرئية، وخاصة الجن، الذين يستخدمون هذه العيون كمداخل وخروج لهم، ويعاقبون من يحاول التعدي عليها دون إذنهم.

ملاحظة

الأساطير والقصص المرتبطة بالجن تُعد جزءاً من التراث الثقافي في العديد من المجتمعات، وقد لا تستند إلى حقائق علمية مؤكدة. لذا، يُنصح بالتعامل معها كجزء من الفولكلور الشعبي وليس كحقائق مثبتة.​

إقرأ أيضاً ...

- غرائب حائل : قصص عن الجن والأماكن المسكونة

- "نازكا" الشرق الأوسط : تكوينات العجلات المحيرة

-  تجارب واقعية : رحلة تخييم في وادي شعيب

- تجارب واقعية : مغامرة في أحد جبال تبوك