من ملفات اليوفو : حادثة تشيلي

إعداد : كمال غزال

في ظهيرة يوم من 11 نوفمبر 2014، أقلعت مروحية عسكرية تابعة للبحرية التشيلية من طراز Cougar AS-532 في دورية روتينية على ارتفاع حوالي 1370 متراً، فوق سواحل المحيط الهادئ غرب العاصمة سانتياغو. الطقس كان مثالياً، الرؤية كانت واضحة، ولم يكن في الأجواء أي مؤشرات لشيء غير عادي ، لكن ما حدث بعد ذلك كان أقرب إلى أفلام الخيال العلمي، بل أصبح أحد أكثر الحوادث توثيقاً وغموضاً في تاريخ الظواهر الجوية غير المعروفة.

الرصد الأول: جسم يطير… ولا يُرصد !

بينما كان مشغّل الكاميرا العسكرية يختبر كاميرا حرارية من نوع WESCAM MX-15 HD، لاحظ شيئاً غريباً يتحرك بمحاذاة المروحية. نادى الطيار على الفور، وتمكن كلاهما من رؤية جسم بيضاوي الشكل بلون معدني أبيض مائل إلى السطوع، يتحرك بسرعة توازي سرعة المروحية (نحو 244 كم/ساعة)، وعلى نفس الارتفاع تقريباً.

الجسم بدا ثابتاً في حركته، لا يصدر صوتاً، ولا يظهر له أي أجنحة أو مراوح أو دخان. بل كان يتقدّم بهدوء… وفي لحظة ما، أطلق سحابة حرارية ضخمة خلفه، وكأن شيئاً يندفع من داخله. وبعد دقيقة تقريباً، أطلق سحابة ثانية أقل كثافة.

لم يظهر الجسم فقط بالكاميرا بل كان مرئياً أيضاً بالعين المجردة.

أين الرادار ؟ لا أثر له !

بدأ الطيار بالتواصل مع محطتي رادار، إحداهما مدنية تتبع الطيران المدني، والأخرى عسكرية، وطلب منهم التأكد من وجود هذا الجسم في المجال الجوي الذي يرصدونه.

لكن المفاجأة ؟

- لم يظهر الجسم على أي رادار خارجي.

- لم يظهر حتى على رادار المروحية نفسه !

- لم يتلقَّ الطيار أي رد من الجسم رغم محاولة التواصل معه عبر تردد الطوارئ اللاسلكي.

ما الذي نراه في الفيديو ؟

تم تسجيل فيديو حراري للجسم الطائر مدته أكثر من 9 دقائق، يُظهر فيه :

- شكل الجسم البيضاوي بوضوح، بلون داكن دلالة على الحرارة المرتفعة.

- نقطتين حراريتين واضحتين على طرفي الجسم (يُعتقد أنهما مصدر الدفع).

- سحابتين حارتين أُطلقتا خلف الجسم، تظهران بلون داكن دليل على أنه شديدة السخونة.

التحقيقات

في تشيلي، يوجد جهاز رسمي مختص يُعرف بـ CEFAA اللجنة لدراسة الظواهر الجوية غير العادية، وهي جهة تابعة مباشرة للطيران المدني وتعمل بتنسيق مع القوات الجوية ، فور وصول طاقم المروحية إلى القاعدة، تم تسليم الفيديو إلى اللجنة، التي بدأت تحقيقاً موسّعاً استمر لعامين، بمشاركة علماء فيزياء وفلك ، خبراء تصوير وتحليل فيديو ، مهندسي طيران ، محللي صور حرارية ، ضباط من القوات الجوية ، أخصائيي أرصاد جوية والنتيجة كانت صادمة:

الجسم لا يُشبه أي طائرة أو درون أو بالون أو ظاهرة طبيعية معروفة.

شاهد الفيديو

لماذا تأخر الإعلان حتى 2017 ؟

رغم وقوع الحادثة في 2014، إلا أن سلاح الجو التشيلي لم يُفصح عنها للعامة إلا في يناير 2017، بعد الانتهاء الكامل من التحقيق، وضمان أن كل البيانات قد دُرست بعمق، وتم استبعاد الأخطاء أو التفسيرات المتسرعة.

وقد تم حينها نشر الفيديو رسمياً، مع بيان من CEFAA يقول:

"ما شاهدناه هو جسم طائر مجهول (UAP). لا يمكن تصنيفه ضمن أي تكنولوجيا معروفة."

الفرضيات التي تم استبعادها

- طائرة ركاب مدنية ؟ لا إشارات رادارية، لا خطة طيران، ولا رد على الترددات، ولا سبب لإطلاق سحابة حرارية بهذا الشكل.

- درون أو طائرة تجريبية ؟ لا سجل لأي نشاط من هذا النوع في المنطقة، ولا تقنية معروفة تمنح هذه القدرات.

- بالون طقس أو نفايات ؟ غير منطقي، فدرجة الحرارة كانت حوالي 10° مئوية، ولا يمكن لبالون أن يتحرك بهذه السرعة أو يطلق حرارة.

- ذيل بخار من محركات ؟ يستحيل حدوثه على ارتفاع منخفض في طقس دافئ، ولا يمكن أن يظهر بهذه الكثافة.

- خدعة بصرية أو خلل بالكاميرا ؟ مستحيل، لأن الطاقم رآه بالعين المجردة.

- هل كان شيئاً من خارج الأرض ؟

لم تُصدر اللجنة أي تصريحات تربط الظاهرة بكائنات فضائية أو نشاط غير بشري، لكنهم اعترفوا بوضوح:

"نحن لا نعرف ما هو هذا الشيء… ولكن نعلم جيدًا ما الذي ليس هو."

وفي الختام ، لا تُعتبر حادثة تشيلي 2014 مجرد قصة مشوّقة أو فيديو مثير، بل هي ملف رسمي شهد عليه ضباط عسكريون، تم توثيقه بفيديو عالي الجودة، وتمت دراسته من قبل علماء ومؤسسات حكومية… ثم خرجوا ليقولوا:

"لا تفسير لدينا."

فهل كان زائراً من عالم آخر ؟ أم تكنولوجيا سرية لم تُكشف بعد ؟

الجواب... ما زال محلّقاً في السماء.

إقرأ أيضاً ...

- من ملفات اليوفو : حادثة فارجينيا أو “روزويل البرازيلية” - 1996

- من ملفات اليوفو: هيوستن - 1980

- من ملفات اليوفو: حادثة ريندلشام - 1980

- من ملفات اليوفو : حادثة بتروزافودسك الروسية - 1977

- من ملفات اليوفو : المواجهة الجوية في سماء طهران - 1976

- من ملفات اليوفو : حادثة إختطاف ترافيس والتون - 1975

- من ملفات اليوفو : حادثة روزويل المكسيكية - 1974

- من ملفات اليوفو : دائرة ديلفوس المتوهجة – 1971