17 أبريل 2025

Textual description of firstImageUrl

من ملفات اليوفو : موجة بلجيكا (1989–1990)

إعداد : كمال غزال

تُعتبر "موجة الأجسام الطائرة المجهولة في بلجيكا" واحدة من أكثر الظواهر غرابة وتوثيقاً في تاريخ الأجسام المجهولة، حيث سُجلت أكثر من 2000 مشاهدة بين نوفمبر 1989 وأبريل 1990، وشملت شهادات لرجال شرطة، طيارين، عسكريين، ومواطنين، إلى جانب بيانات رادار وتحقيقات رسمية.



البداية: بلدة إيبن، 29 نوفمبر 1989
في ليلة صافية قرب بلدة إيبن، بالقرب من الحدود الألمانية، لاحظ الشرطيان هاينريش نيكول وهوبرت فون مونتيني جسماً مثلث الشكل يحلق بهدوء تام في السماء. كانت هناك ثلاثة أضواء بيضاء ساطعة في زواياه، وضوء أحمر يومض في المركز. وصف نيكول الأضواء بأنها "كأنها أضواء ملعب كرة قدم".

اتصلا بمركز القيادة، حيث استقبل ألبرت كرويتز الاتصال وسخر مما سمع، قائلاً ربما هو "بابا نويل"، لكنه ما لبث أن تلقى تقارير من 30 مجموعة أخرى، بينهم ثلاث فرق شرطة، يؤكدون رؤية نفس الجسم المثلث.

تصاعد الظاهرة: شهود من الجيش ومئات البلاغات
في ديسمبر 1989، صرّح العقيد أندريه آموند، وهو ضابط كبير في الجيش البلجيكي، أنه شاهد الأضواء الغريبة أثناء قيادته مع زوجته. ازداد عدد البلاغات في الشهور التالية، وانتشرت الظاهرة في مناطق واسعة من البلاد.

اللواء في القوات الجوية، ويلفريد دي بروير، بدأ يشك بأن ما يراه الناس هو طائرات أمريكية سرية. فطلب من السفارة الأمريكية توضيحاً رسمياً، فردت بمذكرة داخلية بعنوان "بلجيكا ومسألة الأجسام الطائرة المجهولة"، تنفي أي نشاط لطائرات شبح أمريكية.

ليلة 30 مارس 1990: المطاردة الجوية
وضعت القوات الجوية خطة استعداد لطائرات F-16 إذا تكررت المشاهدات. وفعلاً، في تلك الليلة رصدت محطتا رادار عسكريتان أجسامًا غير معروفة وأبلغ عدة ضباط شرطة في نفس اللحظة عن رؤيتها بصرياً.

أقلعت طائرتان F-16 لمحاولة اعتراض الأجسام رغم أن الطيارين التقطوا إشارات رادارية، إلا أنهم لم يتمكنوا من رؤيتها. أحد الأجسام قفز من ارتفاع 7,000 إلى 10,000 قدم ثم هبط إلى 500 قدم بسرعة تفوق 1,600 كم/س خلال ثوانٍ، وهي سرعات ومناورات مميتة لأي طيار بشري.

لكن بعد تحليل البيانات، خلصت القوات الجوية إلى أن " الأدلة لم تكن كافية لتأكيد وجود أجسام حقيقية في الأجواء"، رغم استمرار الأسئلة حتى نهاية عام 1990.


تحقيقات SOBEPS والنتائج
قادت الجمعية البلجيكية لدراسة الظواهر الفضائية  SOBEPS  تحقيقاً شاملاً جمعت فيه شهادات من آلاف المواطنين ودرست بيانات الراداروشهادات الطيارين ، ثم خلصت إلى أن " هناك نسبة قليلة من المشاهدات لا يمكن تفسيرها ".

رئيس الجمعية، باتريك فيرين، قال: "معظم البلاغات يمكن تفسيرها، لكن هناك اثنتين أو ثلاثاً تبقى دون تفسير، وهذا ما يثير اهتمامنا ".


ماذا عن الادلة المصورة ؟

1-  صورة بيتيت-ريشان (Petit-Rechain Photo) – أشهر صورة

التقطت عام 1990، وتُظهر جسماً مثلث الشكل بثلاثة أضواء في الزوايا ، لفترة طويلة اعتُبرت أقوى دليل بصري على الحادثة.

نُشرت على نطاق واسع في تقارير SOBEPS وحتى في وسائل الإعلام العالمية ، لكن في عام 2011، اعترف المصوّر (الذي سمّى نفسه باتريك ماريشال) بأنها خدعة مصنوعة من قطعة بوليسترين بها مصابيح معلقة بخيط.

رأي الخبراء في الصورة : رغم فحص الصورة من مختبر الفيزياء الفلكية في لييج، لم تُحسم المسألة تماماً. البعض يرى أن الخدعة لم تُثبت بشكل قطعي، ولكن الشكوك حولها عالية.

2- هل توجد صور أخرى ؟
لا توجد صور فوتوغرافية معتمدة وموثقة من مصادر مستقلة سوى صورة بيتيت - ريشان ، كما أن القوات الجوية البلجيكية لم تُصدر صوراً مرئية رسمية رغم الرصد الراداري ، الفيديوهات نادرة جداً أو غير موجودة، نظراً لأن الحدث جرى في فترة لم تكن فيها الهواتف الذكية أو الكاميرات الرقمية منتشرة 

ولهذا نستنتج عدم وجود صور مؤكدة 100% لحادثة بلجيكا يمكن اعتمادها كدليل بصري مباشر ، الاعتماد الأساسي كان على شهادات الشهود، تقارير الشرطة، بيانات الرادار، وتحقيقات SOBEPS ، الصورة الوحيدة المعروفة مشكوك في صحتها، رغم أنها ساهمت في إثارة الجدل لعقود.


فرضيات التفسير
تتنوع التفسيرات بين :

1- تكنولوجيا سرية: مثل طائرات شبح قيد الاختبار.

2- ظواهر جوية نادرة: مثل انعكاسات ضوئية أو موجات حرارة.

3- عدوى نفسية جماعية (Mass Hysteria): يعتقد بعض العلماء أن تغطية الإعلام خلقت هوساُ جماعياً.

4- زيارة من خارج الأرض ؟  لم تُثبت، لكنها تبقى احتمالًا مطروحاً بسبب طبيعة التحليق والسرعة والصمت التام.

شهادة الجنرال دي بروير
في كتاب "الأجسام الطائرة المجهولة: شهادات جنرالات وطيارين"، قال دي بروير: "أنا مقتنع أن ما رُصد لم يكن نتيجة هستيريا جماعية، الشهود كانوا صادقين ومختلفين ولم يعرف بعضهم بعضًا."

وفي الختام ، مهما كان ما حصل في سماء بلجيكا، فإن أحدًا لم يقدم تفسيراً نهائياً له. حتى اليوم، تبقى "موجة بلجيكا" إحدى أكثر الأحداث توثيقاً وغموضاً في تاريخ ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة.

كما قال العقيد آموند: " أريد فقط تفسيراً صحيحاً قبل أن أموت… هذا كل ما أطلبه."


إقرأ أيضاً ...

حادثة تشيلي - 2014

حادثة فارجينيا أو “روزويل البرازيلية” - 1996

حادثة ألاسكا مع رحلة اليابان - 1986

- حادثة هيوستن - 1980

حادثة ريندلشام - بريطانيا - 1980 

حادثة بتروزافودسك الروسية - 1977

المواجهة الجوية في سماء طهران - 1976

حادثة إختطاف ترافيس والتون - 1975 

 حادثة روزويل المكسيكية - 1974

دائرة ديلفوس المتوهجة – 1971

حادثة بحيرة فالكون – 1967

مواجهة إكزيتير – 1965 

حادثة فالنسول - فرنسا - 1965

هبوط في سوكورو - 1964

حادثة روزويل - 1947

حادثة ماجنتا إيطاليا - 1933 

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ