من ملفات اليوفو : حادثة ألاسكا مع رحلة اليابان

إعداد : كمال غزال

في مساء يوم 17 نوفمبر 1986، وقعت واحدة من أكثر الحوادث إثارة للجدل في تاريخ الطيران المدني، عندما أبلغ طاقم رحلة الشحن رقم 1628 التابعة للخطوط الجوية اليابانية عن رؤية أجسام طائرة مجهولة (UFOs) أثناء تحليقهم فوق ألاسكا في رحلتهم من باريس إلى طوكيو عبر عبر أنكوراج في ألاسكا .

كان يقود الطائرة الكابتن كينجو تيراووتشي Kenju Terauchi وهو طيار مقاتل سابق، بخبرة تفوق 10,000 ساعة طيران ومساعده الأول تاكانوري تاميفوجي ومهندس الطيران يوشيو تسوكوبا.

بداية المواجهة: الساعة 17:11 مساءً

أثناء التحليق على ارتفاع حوالي 10,670 متراً، لاحظ الطاقم ثلاثة أجسام غريبة، اثنان منها صعدا من أسفل الطائرة إلى جانبها، ورافقاها بسرعات مماثلة. وصفهم الطاقم بأنهم " سفينتان صغيرتان وسفينة أم ضخمة ".

كانت الأجسام تتحرك بطريقة تتحدى قوانين الفيزياء، بحسب الكابتن: " كانت تطير وكأن الجاذبية لا تؤثر عليهم… تتوقف، تتسارع، ثم طارت بمحاذاتنا وكأنها ثابتة في مكانها، ثم غيّروا الاتجاه فجأة. "

كل جسم من الجسمين الصغيرين كانا يحتويان على مجموعتين مستطيلتين من الفوهات المتوهجة، بينما بقي الجسم الأكبر في الظل. عند اقتراب الجسمين، أضاءا كابينة الطائرة بالكامل وولّدا حرارة داخلية قوية.

التواصل مع المراقبة الأرضية

أبلغ الطاقم برج المراقبة في أنكوراج، وتم توجيههم لاتخاذ إجراءات مراوغة. ورغم تغييرات الاتجاه والارتفاع، استمرت الأجسام في مرافقة الطائرة. لم ترصد الرادارات الأرضية أي شيء، لكن رادار الطائرة أظهر وجود جسم في اتجاه الساعة العاشرة وعلى بُعد 13.9 كم تقريباً.

في نفس الوقت، أكد مركز NORAD في إلمندورف وجود " إشارة أولية مفاجئة " في نفس الموقع بعد دقائق.

ظهور الجسم الثالث: السفينة الأم

بعد أن اختفى الجسمان الأولان، لاحظ الطاقم وجود جسم ثالث أكبر يطاردهم من الخلف وشكله قرصي ووصفه الكابتن بأن حجمه أكبر من حجم حاملة طائرات ! ، حافظ الجسم على نفس المسافة والارتفاع خلال تغييرات حادة في المسار، منها التفاف 360 درجة وهبوط من 35,000 إلى 31,000 قدم.

عُرض على الطاقم إرسال مقاتلات للتدخل، لكن الكابتن رفض، مستشهداً بحادثة مانتل الشهيرة التي قُتل فيها طيار أمريكي أثناء مطاردة جسم طائر في الأربعينيات.

التحقيقات الرسمية والتكتم

بدأت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) تحقيقًا موسّعًا، شارك فيه محللو صوت وفيديو ، مختصو رادار ، طيارو مقاتلات.

تم جمع بيانات الرحلة وتحليل الرادارات ومزامنة التسجيلات الصوتية بالفيديو في مقر FAA بنيوجيرسي. ثم عُرضت النتائج في اجتماع مغلق حضره ممثلون عن CIA، FBI، وفريق الرئيس الأمريكي ريغان العلمي آنذاك.

بعد العرض، قيل للحضور أن هذا الاجتماع " لم يحدث "، وتم تصنيف القضية سرّية للغاية، لكن المسؤول جون كالهان احتفظ بنسخ من التقرير والفيديو.

مصير الكابتن تيراووتشي

في ديسمبر 1986، تحدث الكابتن للصحافة، مما تسبب في نقله إلى وظيفة مكتبية داخل الشركة. ولم يُسمح له بالطيران مجدداً إلا بعد عدة سنوات، قبل أن يتقاعد لاحقاً في شمال كانتو.

حوادث مشابهة بعد أقل من شهر

في يناير 1987 شاهد طاقم طائرة عسكرية KC-135 جسماً مشابهاً على ارتفاع 6,000 متر ، كما ابلغت رحلة Alaska Airlines 53 عن قرص ضخم يتتبعهم بسرعة تُقدّر بـ 5,800 كم/ساعة ، وفي كلتا الحالتين، لم تظهر الأجسام على الرادارات، ولم يصدر أي تفسير رسمي.

التحقيقات

التحقيق الرسمي أكد مهنية الطاقم وعدم تأثرهم بأي مؤثرات خارجية ، ورأي بعض المحققين أن الطاقم رأوا كواكب مثل المشتري أو المريخ فأخطأوا في تفسيرها.

وكان رأي FAA النهائي : " لا توجد معلومات كافية لتأكيد ما إذا كان هناك شيء فعلاً، رغم تصديقنا لرواية الطاقم."

التحليل والاستنتاج

تُعد حادثة JAL 1628 فريدة من نوعها لأنها دامت أكثر من 45 دقيقة ، تضمنت ثلاثة أجسام غامضة وشارك فيها طيارون محترفون ، شُوهدت بصرياً ورُصدت على رادار الطائرة.

ويبقى السؤال: لماذا كانت هذه الأجسام تتعقب الطائرة ؟ ما علاقتها بالحمولة ؟ ولماذا لم تظهر على الرادارات التقليدية ؟

شاهد فيديو تمثيل الحادثة