![]() |
إعداد : كمال غزال |
في زمن الشاه، وقبل قيام الثورة الإيرانية بثلاث سنوات، وقعت واحدة من أغرب الحوادث التي عرفتها سماء الشرق الأوسط. لم تكن مجرد رؤية غامضة لجسم مضيء في السماء، بل كانت مواجهة جوية حقيقية بين سلاح الجو الإيراني وجسم طائر مجهول الهوية (UFO)، موثقة بشهادات عسكرية ورصد راداري، وأثارت اهتمام الولايات المتحدة على أعلى المستويات.
فجر غير عادي في سماء طهران
في الساعات الأولى من فجر 19 سبتمبر 1976، بدأ المواطنون في العاصمة الإيرانية طهران بالإبلاغ عن رؤيتهم ضوءاً غريباً ومتحركاً في السماء. اتصالات متكررة وردت إلى مركز مراقبة الدفاع الجوي، كلها تشير إلى شيء غير معتاد فوق المدينة. وكان الجو صافياً، ما ألغى احتمالية حدوث ظواهر جوية مضللة مثل البرق أو الغيوم ، لم يكن هناك أي نشاط طيران مسجل في تلك الساعة، فتمّ إصدار أوامر بإرسال مقاتلة من طراز F-4 فانتوم للتحقيق.
الأعطال تبدأ عند الاقتراب
أقلعت الطائرة بقيادة الملازم يادي ناظري، واتجهت نحو الموقع الذي شوهد فيه الجسم الطائر. ولكن بمجرد أن اقترب من الهدف، توقفت جميع أنظمة الطائرة: الاتصالات، الملاحة، والرادار. لم يجد الطيار خياراً سوى العودة، وحين ابتعد عن الجسم الغامض، عادت الأجهزة للعمل بشكل طبيعي.
هذه الظاهرة المثيرة للقلق دفعت القاعدة لإرسال طائرة ثانية فورًا، هذه المرة بقيادة الرائد برفيز جعفري، أحد أبرز الطيارين في سلاح الجو الإيراني آنذاك.
عين على الغريب
ما إن اقترب جعفري من الموقع حتى رصد الجسم على الرادار بوضوح، وكان يبعد عنه حوالي 40 كم. وصفه لاحقاً بأنه جسم كبير الحجم – بحجم طائرة ضخمة – ويشع أضواء متغيرة الألوان: أزرق، أحمر، برتقالي، وأخضر.
كلما اقترب جعفري أكثر، بدأ يلاحظ اضطرابات في أجهزته أيضاً، لكنها لم تتوقف بالكامل بعد. وفجأة، خرج من الجسم الغريب جسم أصغر حجمًا يتجه نحوه بسرعة عالية. اعتقد في البداية أنه صاروخ هجومي، فحاول أن يرد بإطلاق صاروخ جو-جو، لكن المفاجأة كانت أن نظام التسليح تعطّل تمامًا، كما توقفت أجهزة الاتصال.
بعد لحظات من الترقب والتوتر، غير الجسم الأصغر مساره، وابتعد عن الطائرة دون أن يصيبها.
الهبوط الغامض لجسم مشع
وأثناء انسحاب جعفري، لاحظ وجود جسم آخر منفصل من الجسم الأصلي، بدا وكأنه يهبط نحو الأرض بدلاً من السقوط. لم يُسمع أي انفجار، بل بدا أنه هبط بلطف، وظل يضيء على سطح الأرض لبضع دقائق قبل أن يختفي.
في الصباح، قام جعفري وطاقم آخر برحلة استطلاعية بالمروحية إلى المنطقة التي يُعتقد أن الجسم هبط فيها، جنوب طهران. لكنهم لم يعثروا على أي أثر مادي. رغم ذلك، أفاد بعض سكان القرى القريبة أنهم سمعوا دوياً قوياً ورأوا وميضاً ساطعاً في السماء تلك الليلة.
التقارير الرسمية تصل إلى واشنطن
اللافت في هذه الحادثة أن الولايات المتحدة الأمريكية تلقّت تقارير رسمية عنها عبر الملحق العسكري في طهران. إذ تم إرسال تقرير مفصّل إلى وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (DIA)، التي صنّفته كمعلومة هامة، وقامت بتوزيعه على جهات عليا، منها:
البيت الأبيض ، وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ، وكالة الأمن القومي (NSA) ، وزارة الدفاع (البنتاغون)
وقد وصف التقرير ما حدث بأنه حالة استثنائية، تتوفر فيها عناصر تؤهلها لتكون من أقوى مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة موثوقية، بفضل تقاطع شهادات الطيارين، والرصد الراداري، وتعطيل الإلكترونيات، ومطابقة توقيت الحوادث بين الطائرتين.
ما رأي الطيار نفسه ؟
في سنوات لاحقة، شارك الرائد برفيز جعفري في مؤتمرات دولية عن ظاهرة الـ UFO، وأكّد أنه ما زال يعتقد أن ما واجهه في تلك الليلة لم يكن من صنع البشر، بل كيان طائر بتكنولوجيا متقدمة تفوق كل ما عرفه في حياته العسكرية.
قال جعفري في إحدى المقابلات:
" أجهزتنا توقفت حين اقتربنا منه، ورجعت للعمل حين ابتعدنا. كان يتحرك بذكاء، وكان يعلم أننا نحاول مهاجمته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل، ولن أراه مجدداً ".
محاولات التفسير... ولكن
بعد انتشار الخبر، حاول البعض تفسير الحادثة بطرق أكثر تقليدية. قال بعض الفلكيين إن الطيارين ربما أخطأوا في تقدير كوكب المشتري على أنه جسم متحرك. آخرون أرجعوا الأعطال إلى مشكلات تقنية كانت تصيب طائرات الـ F-4 أحيانًا.
لكن معظم المحللين لم يتمكنوا من تفسير خروج جسم صغير من الجسم الرئيسي، وتعطيل الأنظمة الهجومية فقط دون الملاحة، أو حركة الجسم الصغير نحو الطائرة ثم تراجعه فجأة.
هل زارنا شيء من عالم آخر ؟
حادثة طهران 1976 تبقى واحدة من أكثر الحوادث إثارة وغموضاً في تاريخ الأجسام الطائرة المجهولة. تميّزت بوجود شهود محترفين من سلاح الجو، وأدلة رادارية، وتعطيل أنظمة إلكترونية، وتوثيق رسمي أمريكي، مما يجعلها بعيدة عن التصنيف كمجرد خيال شعبي أو "سوء فهم فلكي".
فهل كانت مركبة من خارج الأرض؟ أم اختباراً أمريكياً سرياً ؟ أم شيئاً آخر لم نتمكن من فهمه حتى اليوم ؟
السماء فوق طهران تلك الليلة قد تحمل الإجابة… لكنها لم تنطق بعد.
إقرأ أيضاً ...
- من ملفات اليوفو : حادثة فارجينيا أو “روزويل البرازيلية” - 1996
- من ملفات اليوفو: هيوستن - 1980
- من ملفات اليوفو: حادثة ريندلشام - 1980
- من ملفات اليوفو : حادثة إختطاف ترافيس والتون - 1975
- من ملفات اليوفو : دائرة ديلفوس المتوهجة – 1971
- من ملفات اليوفو : حادثة بحيرة فالكون – 1967
- من ملفات اليوفو : مواجهة إكزيتير – 1965
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .