23 أبريل 2025

Textual description of firstImageUrl

حادثة اختطاف باسكاجولا 1973

إعداد :  كمال غزال

تحولت ليلة خريفية عادية على ضفاف نهر باسكاجولا Pascagoula  بولاية مسيسيبي فجأة إلى واحدة من أغرب قصص الاختطاف الفضائي المزعومة في القرن العشرين. بطلاها: تشارلز هيكسون (42 عاماً) وكالفن باركر (18 عاماً)، كانا مجرد عاملين في حوض بناء السفن، بحثا عن لحظة استرخاء على ضوء القمر... لكنهما عادا بشيء لن يُمحى من ذاكرتهما أبداً.

ففي 11 أكتوبر 1973 عند حوالي السابعة مساء وبينما كانا يصطادان على رصيف مهجور قرب مصب النهر، سمعا صوت أزيز مفاجئ، وشاهدا ضوءاً أزرقاً شديداً ينعكس على المياه. عند استدارتهما، ظهرت أمامهما مركبة بيضاوية الشكل تحوم بلا صوت تقريباً، يخرج منها ثلاثة كائنات رمادية غريبة الهيئة كانت تطفو دون تحريك اقداماها، وبأنها تملك جلداً رمادياً مجعداً، ونتوءات مدببة في أماكن الأنف والأذنين، دون عيون ظاهرة، وبأذرع تنتهي بمخالب تشبه الكماشة.  يقول هيكسون: "شعرت كأن الهواء نفسه يسحبني. لم أستطع المقاومة. كنت مشلولًا لكنني واعٍ تماماً " ، شعر الرجلان بالشلل الكامل، ثم اقتادتهما الكائنات إلى داخل المركبة.

داخل المركبة: فحص من نوع آخر
تم فصلهما داخل المركبة، في غرف مختلفة حيث  وُضع هيكسون واقفاً بزاوية بطريقة غير طبيعية ، لم يكن يقف على الأرض بثبات تام، بل وصف الإحساس وكأنه "معلّق أو مرفوع قليلًا"، لكنه لم يشعر بوزنه أو مقاومة. كان أقرب إلى شعور من يتم تعليقه مغناطيسياً أو بجاذبية عكسية ، قال إن ذراعيه تدلّتا إلى جانبيه بشكل طبيعي، لكنه لم يستطع تحريك أصابعه أو حتى رأسه. كانت عيناه فقط تتحركان ببطء، يراقب ما حوله دون القدرة على الكلام أو الصراخ ، اقترب منه جهاز طائر على شكل "عين"، وأخذ يصدر صوتاً ميكانيكياً بينما يقترب من صدره ووجهه، كما لو كان يجري مسحاً ضوئياً. لم يشعر بألم، لكن شُلت حركته تماماً.

باركر، في المقابل، تم تمديده على سطح زجاجي. خرج من السقف جهاز صغير يشبه علبة أوراق اللعب، دار حول جسده وأصدر أصوات نقر، قبل أن يشعر بوخز إبرة عميقة في ذراعه تبعها حالة هدوء شبه منوّم ، وبعد دقائق، دخلت إليه كائنة غريبة المظهر، وصفها بأنها أنثى أكثر شبهاً بالبشر من باقي الكائنات. كانت ذات شعر خفيف، وملامح أكثر نعومة. اقتربت منه بصمت، وضعت يدها على وجهه، ثم أدخلت أصابعها داخل فمه حتى حلقه، مما سبب له ألماً بالغاً. عند تفاعله، أطلقت الكائنة صوتاً شبهه بهدير "تزاوج تمساح".

لم يدم ذلك طويلاً، فقد أعيد كلا الرجلين بنفس الطريقة الغريبة، ليجدا نفسيهما واقفين على نفس الضفة مذهولين ويتصببان عرقاً ويجهلان إن كان ما عاشاه حلماً أم واقعاً مرعباً. 

قال كل من هيكسون وباركر إنهما شعرا أن مدة بقائهما داخل المركبة استغرقت من 20 إلى 30 دقيقة. وصف هيكسون أن عملية المسح كانت بطيئة، ولكن لم تكن مرهقة جسدياً ، وقال باركر إن الأحداث داخل المركبة بدت له وكأنها امتدت لفترة طويلة شعورياً، لكن حين خرجا أدركا أنها أقل من ساعة.


البلاغ والتحقيقات: هل كانا صادقَين ؟
رغم الصدمة، قررا الإبلاغ. ذهب هيكسون وباركر إلى قسم الشرطة عند الساعة 9 مساء في مقاطعة جاكسون، وأدليا بإفادتهما. أثناء الاستجواب، تركتهما الشرطة في غرفة وحدهما مع جهاز تسجيل سرّي، على أمل أن يتحدثا عن "الخدعة" إن وُجدت. لكن التسجيل كشف حواراً مليئاً بالذعر، الدعاء، والانهيار العصبي. قال هيكسون: " لن ننجو من هذا… لقد حدث فعلًا! ".

في الأيام التالية خضع هيكسون لاختبار كشف الكذب ونجح فيه ، كما أجريا جلسات تنويم مغناطيسي على يد خبراء مثل ج. ألن هاينك، الذي أعلن أن الرجلين يبدوان صادقين ومقتنعين تماماً بما يقولان ، لكن وُجدت على جسديهما علامات وخز كما في الإبر الطبية ورغم غياب أي دليل مادي مباشر، بدا من الصعب تفنيد القصة كلياً.

لم تمر القصة بهدوء. خلال أيام، اجتاحت الصحف ومحطات التلفاز. هيكسون لم يمانع الظهور الإعلامي، بينما اختفى باركر عن الأنظار لعقود. حتى في مؤتمرات لاحقة، ادّعى باركر بداية أنه فقد وعيه، فقط ليتجنب الظهور، قبل أن يعترف لاحقاً بأنه كان واعياً لكنه مذعورٌ لدرجة الصمت.

تفصيل الكائنة "الأنثى" داخل المركبة أتى من باركر تحديداً. ورغم عدم وضوح جنس الكائنات، إلا أنه أشار إلى أن هذه الكائنة كانت مميزة بمظهرها الأكثر "إنسانية" وسلوكها المختلف، وهو ما جعله يعتقد أنها أنثى  أو أنها أرادت منه أن يظن ذلك.

موجة تشكيك… ثم ظهور شهود جدد
رغم التصديق الواسع، خرج مشككون أبرزهم فيليب كلاس  ليصفوا القصة بالخدعة. أشار إلى غموض بعض التفاصيل، وإلى أن اختبار كشف الكذب لم يكن بمواصفات مهنية صارمة.

لكن بعد أكثر من أربعة عقود، خرج عدة شهود جدد ليؤكدوا أنهم رأوا في تلك الليلة أضواء غريبة، أو جسماً يحوم فوق النهر. بعضهم رأى كائناً رمادياً يطفو. جميعهم قالوا إنهم صمتوا خوفاً من السخرية.

 مات الشاهدان… وبقي اللغز

توفي تشارلز هيكسون عام 2011، ولم يتراجع يوماً عن روايته.

أما كالفن باركر، فقد عاد بعد 45 عاماً لينشر كتاباً مؤثراً عام 2018، ثم تُوفي في أغسطس 2023 بعد صراع مع السرطان.

في عام 2019، وضعت مدينة باسكاجولا لوحة تذكارية في موقع الحادثة، ووصفتها بأنها “من أكثر حالات الاختطاف توثيقًا في التاريخ”. كما خصصت نتفليكس حلقة وثائقية عنها في سلسلتها Unsolved Mysteries.

ما الذي حدث حقاً ؟
هل عاش الرجلان تجربة حقيقية مع زوّار من خارج الأرض؟ هل كانت هلوسة ؟ خدعة؟  أو تداخلاً مع كيان غير مادي؟

لا أحد يملك الجواب، لكن المؤكد أن حادثة باسكاجولا تبقى ملفاً غامضاً غنياً بالتفاصيل، لم يُغلق بعد.

ربما كانت مجرد ليلة على النهر… وربما كانت بداية لشيء أكبر بكثير مما نتصور.


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ