![]() |
إعداد : كمال غزال |
لطالما احتوت الأساطير الشعبية على لمحات من الماورائيات، ولم تكن حضارة الأزتك مستثناة ، إذ تُعد أسطورة "لا يورونا" (La Llorona) من أكثر القصص رعباً وانتشاراً في ثقافة أمريكا اللاتينية، بجذور تعود إلى حقبة الأزتك العريقة.
فما هي حقيقة هذه المرأة الباكية التي تجوب الأنهار ليلًا ؟
فما هي حقيقة هذه المرأة الباكية التي تجوب الأنهار ليلًا ؟
قصة لا يورونا
تروي الأسطورة أن "لا يورونا" كانت امرأة فقيرة وقعت في حب رجل ثري من طبقة النبلاء، لكنه تخلى عنها ليتزوج بامرأة أخرى ذات مكانة اجتماعية أعلى ، فاجتاحها الغضب والغيرة، وفي لحظة يأس وانتقام، قامت بإغراق أطفالها في النهر، لكنها سرعان ما أدركت هول فعلتها، فغرق قلبها في الندم واليأس، مما دفعها إلى الانتحار. غير أن الموت لم يمنحها السلام، فبقيت روحها هائمة تبحث عن أطفالها، منتظرة عودتهم، وهي تملأ الليل بنحيبها المروع.
دلالات الأسطورة في حضارة الأزتك
لم تكن "لا يورونا" مجرد شبح مأساوي في الموروث الشعبي، بل ربطها الأزتك بإحدى آلهتهم، التي قيل إنها ظهرت لتحذرهم من الكوارث القادمة. وبالفعل، لم يمضِ وقت طويل حتى اجتاح الإسبان أراضيهم بقيادة إرنان كورتيس، ليُسقطوا عاصمتهم تينوتشتيتلان عام 1521، معلنين نهاية إمبراطورية الأزتك.
"لا يورونا" في العصر الحديث
لا تزال هذه الأسطورة متداولة حتى يومنا هذا، حيث يُحكى أن "لا يورونا" لا تزال تجوب ضفاف الأنهار والبحيرات، باحثة عن أطفالها الضائعين. يقال إن سماع نحيبها في الليل نذير شؤم يجلب الحزن أو حتى الموت، ما يجعلها من أكثر الأساطير رعبًا في التراث الشعبي لأمريكا اللاتينية.
تجارب واقعية مع "لا يورونا"
على مر السنين، زعم العديد من الأشخاص أنهم واجهوا "لا يورونا" أو سمعوا نحيبها. ففي إحدى الروايات، يحكي رجل من المكسيك أنه أثناء سفره ليلاً بجانب نهر، سمع صوت بكاء خافت يزداد وضوحاً، وعندما التفت رأى امرأة ترتدي ثوباً أبيض، ووجهها غارق في الدموع، لكنها اختفت بمجرد أن اقترب منها. آخرون تحدثوا عن سماع صرخات حزينة عند منتصف الليل بالقرب من الأنهار، دون وجود أي شخص في المكان.
كما تروي عائلة في نيو مكسيكو أنها سمعت أنيناً حزيناً خارج منزلهم الريفي، وعندما نظروا عبر النافذة، رأوا ظل امرأة طويلة بثوب أبيض، وعيناها المظلمتان تحدقان بهم قبل أن تختفي وسط الضباب. هذه التجارب جعلت الأسطورة أكثر رعباً، حيث يؤمن البعض أن "لا يورونا" لا تزال تطوف الأماكن المهجورة بحثاً عن أطفالها.
هل هي مجرد أسطورة ؟
مثل أي قصة خرافية، يرى البعض أن "لا يورونا" ليست سوى تحذير رمزي للأمهات بعدم إهمال أطفالهن، بينما يؤمن آخرون بوجودها كشبح حقيقي يطارد الضائعين في الظلام. فهل هي مجرد حكاية لتخويف الأطفال، أم أن هناك أمراًما في الظل ينتظر من يسمع نحيبها ؟
إقرأ أيضاً ...
- أسطورة سيدة التلال
- كوشيساكي أونا : أسطورة الرعب اليابانية
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .