29 مارس 2025

Textual description of firstImageUrl

المنارة التي رفضت أن تكشف سرها

إعداد : كمال غزال

على جرفٍ صخري مهجور في كورنوول، إنجلترا، وقفت منارة شامخة لعقود، كانت تُعدّ بمثابة الأمل الأخير للسفن التائهة في عباب البحر العنيف. ولكن تحت عهدة حارسها الأشهر، هوراس راديش، تحوّلت هذه المنارة إلى مصيدة موت مروّعة.

بين عامي 1892 و1907، غرقت أكثر من 500 سفينة بالقرب من هذه المنارة، وسط ظروف غامضة حيرت سكان المنطقة والبحّارة على حد سواء. البعض ألقى باللوم على الطبيعة القاسية، وعلى الأمواج الغادرة، لكن سرعان ما تحولت أصابع الاتهام إلى شخص واحد: هوراس راديش نفسه.

حارس... أم قاتل ؟
يقال إن راديش كان يطفئ نور المنارة عمداً في الليالي العاصفة، ليجذب السفن نحو الصخور القاتلة أسفل الجرف. لكن لماذا؟ هل كان مختلاً عقلياً؟ أم أنه عقد صفقة مظلمة مع البحر ليقدم له قرابين بشرية ؟ هذه التساؤلات ظلت تتردد بلا أجوبة.

المواجهة الأخيرة
عندما قررت السلطات التدخل وإلقاء القبض على راديش، واجه رجال الشرطة أغرب مشهد على الإطلاق. لم يتمكنوا من الوصول إليه في قمة المنارة، بل لم يعثروا على أي سلّم داخلي يربط الطابق العلوي بالأرض !
كيف كان يصعد ويهبط ؟ هل كان هناك ممر مخفي ؟ أم أن راديش لم يكن إنساناً من الأساس؟

عجزت الشرطة عن تفسير ما يحدث، وقررت هدم المنارة بالكامل بحثاً عن الحقيقة. ولكن بعد أن انقشع الغبار وتساقطت الحجارة، لم يجدوا شيئاً. لا جثة ،  لا أثر،  لا راديش.

شبح على الجرف
منذ ذلك الحين، يؤكد العديد من السكان المحليين أنهم رأوا طيف رجل يقف على الجرف عند الغروب، يلوّح بفانوسه، أو يسمعون صوته يهمس وسط العواصف، تارة يحذر، وتارة يدعو للانضمام إليه.

الحقيقة الصادمة
رغم انتشار القصة مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن التحقيقات في السجلات التاريخية والبحرية لم تثمر عن أي دليل يُثبت وجود شخص يدعى هوراس راديش.
لا وجود للمنارة المزعومة. لا حوادث غرق بهذا العدد في تلك الفترة.

ما نملكه هو فقط أسطورة جميلة ومخيفة، انتشرت كما تنتشر النار في الهشيم، وصدّقها كثيرون لفرط واقعيتها وسحرها الغامض.

إذن، هل كانت خرافة ؟
كل المؤشرات تقول نعم. لكن يبقى هناك ذلك الجزء العميق في داخلنا، الذي يريد أن يصدّق… لأننا لا نحب الحقيقة دائماً، بل نحب الغموض، والرعب، ودهشة الأساطير.

هل ما زلت تعتقد أن هناك سراً حقيقياً لا يزال مخبأ تحت أنقاض تلك المنارة  ؟


إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ